وهو العنصر الذي يتيح للشخصية المسرحية ان تفصح عن دخيلة نفسها ,لتكشف عن مشاعرها الباطنية ,وافكارها ,وعواطفها وكأنها تفكر بصوت مسموع ,ويلجأ الكتاب المسرحيين الى هذه الطريقة في التشخيص بالمونولوج ,حينما تجد الشخصية نفسها تحت وطأة أنفعال جارف أو أزمةعنيفة ويحتل فكرها ووجدانها الى مسرح حافل بالأحداث ينبغي ان يطلع علية المتلقي ولعل من اشهر المونولوجات قاطبة مونولوج هاملت (أكون او لاأكون ,ذلك هو السوال)1وقد أزداد شيوع هذا العنصر المونولوجي في المسرح مع ظهور مدرسة التحليل النفسي التي أمدت الكتاب بمعلومات هائلة عن التركيب الشعوري والاشعوري للشخصية الآنسانية , والتداعي الحر للهواجس والأحاسيس والرغبات المكبوتة ,وكانت الحركة التعبيرية من أبرز الحركات ,الى جانب السوريالية,ويقول اوسكار وايلد (أن الشئ الوحيد الذي يعرفه الأنسان حق المعرفة عن الطبيعة البشرية هو أنها تتحول وتتبدل والنظم التي تفشل هي تلك التي تعتمد على ثبات الطبيعة البشرية وليسى نموها وتطورها)2 ومن هنا فأن المونولوج الدرامي يفرض على الكاتب المسرحي الألتزام بمقولة التغيير ونمو الكائن الأنساني ,فالشخصية لابد ان ينتابها تغير اساسي في بنيتها وهي تدخل في سلسلة من المواقف والصراعات والأزمات .
الهوامش :
(1)مسرحية هاملت تأليف وليم شكسبير ترجمة جبرا ابراهيم جبرا/العراق
(2)كتاب فن كتابة المسرحية تاليف لاجوس اجري ترجمة دريني خشبة /القاهره
0 تعليقات