مجلة الفنون المسرحية
المسرح الجوال.. للترفيه عن اطفال العراق
مشروع رائد للمخرج حسين علي صالح
اطلق المخرج المسرحي العراقي حسين علي صالح ،المختص بمسرح الطفل، مشروعه الرائد المتمثل بـ (المسرح الجوال) الذي سيذهب به الى الاماكن التي يتواجد بها الاطفال كالمدارس ودور الايتام ومخيمات النازحين بعد ان حالت الظروف دون ازدهار مسرح الطفل وتعطل عجلته .
وأكد المخرج حسين علي صالح ان مشروعه جاء بعد ان غاب مسرح الطفل تماما عن الحياة العراقية ، وقال : من خلال عملي في مسرح الطفل ومنذ ما يقارب العشرين عاما وجدت ان الطفل العراقي محروم من أبسط حقوقه ومن أبسط ملذات الحياة وتأكد لي الجهل التام من هذه الشريحة بالمسرح حيث ان المسرح المدرسي ألغي من الحصص الدراسية ولم تعد المدارس تهتم بهذا الموضوع إطلاقا .. وحتى المهرجانات التي تقيمها الجهات المعنية مثل دار ثقافة الاطفال ودائرة السينما والمسرح نجد ان حضور الطفل فيها قليلا وكأنها مهرجانات إسقاط فرض، ونقول بأننا أقمنا مهرجانا للاطفال ومع هذا فإنه ما يقارب الخمس سنوات لم نر مهرجانا معنيا بالطفولة والحجج واهية في هذا الموضوع فهم يقولون ان إدارات المدارس لإ تجلب الاطفال إلى المسرح لخطورة الوضع الأمني من هنا اتتني فكرة عمل مسرح يذهب إلى اماكن تواجد الاطفال فوضعت على عاتقي هذا المشروع دون دعم من اي جهة تذكر وتحملت كل نفقاته وقد أخذ مني الكثير من التفكير العقلي والجهد الجسدي فضلا عن المادي ولكني سعيد بانجازي هذا وهو تجربة رائدة في العراق والوطن العربي سيذهب الى كل مكان ان شاء الله .. ففي برنامجي عروض في دور الأيتام وأماكن تواجد النازحين المهجرين والذهاب إلى الاهوار والصحراء وكل مكان أجد فيه الاطفال والتقيهم بأعمال تربوية تعليمية ترفيهية.
دعم وزارة التربية
واضاف:اتمنى ان تقف معي وزارة التربية وتفتح أمامي أبواب المدارس لكي اقدم ماهو مفيد لأطفالنا الاعزاء .. المسرح الاطفال هو مسرح الأخلاقيات والمثل العليا وهو خير معلم اهتدت له العقلية البشرية في القرن العشرين لان دروسه تجسد بالصورة والصوت.
وتابع :سيبدأ هذا المسرح الجوال عروضه بأول عمل مسرحي بعنوان طيور مهجرة وهي موجهة لأطفالنا النازحين الذين ذاقوا مرارة التهجير القسري وقد عرض العمل في بوابة المسرح الوطني وفي متنزه الزوراء،المسرحية من تأليف عباس الشواك وتمثيل الطفله بيسان الشواك وسنقدم قريبا مسرحية (سر العنقود) وهو عمل تعليمي تربوي تأليف فالح حسين العبد الله وتمثيل الاطفال الموهوبين سهى العزاوي وأحمد محمد صالح وعلي كاظم وسعد شعبان.
رأيان في التجربة
الى ذلك رحب العديد من الفنانين العراقيين بهذا المشروع الذي عده البعض طليعيا من اجل اعادة مسرح الطفل الى الواجهة والتذكير به فضلا عن تعريف الاطفال به وقد غاب عنهم لسنوات طويلا ، مشيرين الى ان المشروع سيلفت الانظار الى مسرح الطفل ، وقال الفنان مرتضى سعدي :مبارك للمخرج حسين على صالح هذا المشروع الذي اعتقد انه سيعيد لمسرح الطفل شيئا من بريقه المفقود خاصة انه سيجول به في المدارس بعد غياب النشاطات الفنية عنها وبعد غياب مهرجانات مسرح الطفل عن المؤسسة الفنية ، انا اعتقد انه سيفرح الاطفال ويمنحهم افكارا جديدة عن فن المسرح .
اما الصحافي عباس العادلي فقد اكد ان من الضروري ان يعرف الاطفال معنى المسرح واهميته ، وقال : ارى ان ما اقدم عليه المخرج المختص بمسرح الطفل حسين علي صالح هو عين العقل ويحسب له كأول مخرج مسرحي يبتكر هذه التجربة خدمة للطفل العراقي الذي يحتاج الى المسرح للترفيه والتعليم باعتبار المسرح مدرسة بحد ذاته فضلا عن ان فكرة المخرج هي الذهاب الى اطفال النازحين في مخيماتهم لتقديم عروضه الهادفة والترفيهية ،وانا اشد على يديه وادعو الى تكاتف الجهود لمساعدته لانجاح مشروعه.
واضاف: نسمع عن العديد من المسرحيات الخاصة بالاطفال ولكنها للمهرجانات العربية فقط فيما الطفل العراقي محروم منها حتى وان عرضت في بغداد للظروف الامنية التي لا تسمح للاسر ان تأخذ اطفالها الى المسرح ، ولكن ان يبادر مخرج لزيارة الاطفال في اماكن دراستهم وسكناهم فهو امر يستحق الاحترام والثتاء .
----------------------------------------------------------------------
المصدر : عبد الجبار العتابي - أيلاف
0 تعليقات