مسرحية "رؤية فلسفية "
(بفصلين )
تأليف
محسن النصار
شخصيات المسرحية
1- الأستاذ عالم فلسفة في الجامعة
2- سلام طالب دكتوراه في الجامعة
3- سمير طالب دكتوراه في الجامعة
4- سعيد موظف في الجامعة
5سليمان موظف في الجامعة
(الفصل الأول )
)يفتح الستار يظهر على المسرح مكتب استاذ جامعي يحتوي على اثاث عبارة عن منضدة كبيرة وضع عليها مجموعة من الكتب والأوراق وحاسبة دفترية لابتوب وكذلك يوجد في المكتب مخزن ديلاب ألمنيوم ذات باب زجاجي , وساعة معلقة على الحائط وكذلك بعض الشهادات التكريمية الخاصة بالأستاذ الجامعي , مع وجود عدد من الكراسي ....
الأستاذ:
(جالس يفكر ثم ينظر الى ساعته)
سلام : استاذ
الأستاذ : ( ينظر ألية )
نعم !
سلام :
ماذا لو نذهب
قليلا في نزهة .
الأستاذ : ( بعصبية )
لن اذهب , انا في
حالة من التفكير والتأمل
افضل مايمكن
ان تفعله في هذا
الوقت قراءة كتاب شيق
!فأنت طالب دكتوراه
وستحصل على منفعة كبيرة
تساعدك في اختيار
مناسب لمشروع الدكتوراه
ها هو الوقت يمر بسرعة ،
وانت تطلب مني
ان اقوم في نزهة
من اجل الراحة
-3-
هيا اذهب انت .
اما انا فقد أضناني التعب
. لم يبق أمامي سوى القليل
حتى اتوصل الى فلسفة جديدة
تخدم الانسانية والعودة
والعودة بها الى
سابق عهدها !!!
سلام : ( بفرح وسرور )
الحمدا لله..
لقد أحسنت صنعا.!!!
الأستاذ :
( ينظر الى مكتبة مليئة بالكتب موجودة في المكان )
أخذت بتحليل جميع النظريات ...
الفلسفية ولذا لن
يهدأ لي بال حتى اجد
الفلسفة المناسبة ، للأنسانية
ويقرأ كل فرد فلسفتي
وفي كل مكتبة
حتى يرتاح بعض الوقت،
"الأستاذ : ، ولهذا كان علي كمؤلف فلسفي
من انتقاء المحطات الفلسفية
التى شغلت عقول البشرية مئات السنيين
، وركزت عليها على نحو ترك صداه في نفوس العلماء
سمير : ( بتود ومحبة ).
ومن الإنصاف يأستاذ يجب ان قول بأنك مؤلفا لم يغفل أيا من الاتجاهات الفلسفية....
فأنت تناولت فلسفة أفلاطون ثم فلسفة سقراط،
سلام : وأضيف الى قولك ...
(يومئ الى الأستاذ )
فأنت ياستاذ عالم جليل فقبل أن تنتقل لديكارت
عرجت في فلسفتك على الفلسفة الرواقية ونوهت لفلسفة في العصور الوسطى بوجه عام،وشيق
الأستاذ :
كما أنني قبل أن انتقل إلى الأسئلة
المتعلقة بالمعرفة التى أثارتها حول هيوم
ومن بعده كانط فتناولت الأسئلة بشكل فلسفي كما تجلت فى فهم فلسفة لوك،
وأ نتقلت بألهامي الفلسفي من هيجل إلى ماركس ومن ماركس إلى سارتر
لأمسك بالخيوط الفلسفية الألهامية المشتركة بين هؤلاء الفلاسفة الكبار
، فإنا لم اغفل تماما عن اتجاهاتي الألهمية الفلسفية التي
وجدت لها الحلول فتخطيت بها البراجماتية
والفلسفة التحليلية والظاهراتية وما بعد الحداثة
مازال سقراط، الذي يمكن اعتباره أبا الفلسفة الغربية،
شخصية يكتنفها الغموض بشكل عام؛ وذلك عائد،
(يتحرك في المكان وهو في حالة الأهام فلسفي ويقترب من سمير ويذهب الى سلام )
ربما، إلى أنه لم يترك لنا أيَّ أثر مكتوب. فقد
سلام :يجب ان لانسى ان المشنعين صوَّروه كشخص مثير للسخرية
، الذين صوَّروه، وفق المنقول المعروف،
كـموقظ استثنائي للنفوس وللضمائر. لذلك
نرى أفلاطون (الذي كان تلميذه) طارحًا
عقيدته على لسانه؛ فسقراط كان بطل
( يتحرك في المكان ويقترب من الأستاذ)
المعلومات المتعلقة بحياة أبِ الفلسفة
وموته. ونتذكَّر هنا، للطرافة، ما جاء
على لسان ألكبياذِس في نهاية محاورة المأدبة
( يقهقه )
، حين قارن بين قبح سحنة سقراط العجوز
وبين جمال أخلاقه، مشبهًا إياه بالتمثال
المضحك لسيليني الذي كان يتوارى خلفه
أحد الآلهة. ؟
الأستاذ : ُّاكتشفت َ تفوقه وعبقريته من خلال !!!
ذلك المسار الذي أوصله إلى تلك
النتيجة التي مفادها أن "كل ما أعرفه
هو أني لا أعرف شيئًا، بينما يعتقد الآخرون
أنهم يعرفون ما لا يعلمون". تلك الحقيقة
التي جعلت من فكره الثاقب أمرًا مزعجًا !!!
حينما يقارَن بالامتثالية الفكرية للكثير ....
من معاصريه. فقد كانت نقاشاته التي
( اضاءة حمراء تعم النكان ويقوم الأستاذ بأرتداء الملابس اليونانية وكذلك سلام وسمير ويقمون بتمثيل اعدام سقراط مع موسيقى حزينة )
لا تنتهي تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الشبيبة،
مما أثار قلق أولياء الأمور، الذين سرعان
ما اتَّهموه بالإلحاد وبالتجديف وبإفساد أبنائهم؛
الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى محاكمته
والحكم عليه بالموت – تلك المحاكمة الشهيرة
التي حاول
سقراط عبثًا ا
لدفاع عن نفسه خلالها ...
. كان يعتقد بأن فطنة الإنسان
إنما تعود فقط لامتلاكه يدين أدوات
عمل.أما سقراط فقد كان يعتقد بأن فطنة
الكائن البشري إنما علَّتُها تلك الروح العاقلة القوَّامة
على الجسد، والتي تشارك الإله في طبيعته. انطلاقًا من
هذه القناعة ومن هذا الاعتقاد انبثق
العديد من تعاليمه؛ لأنه إن كانت نفس
سلام :
الداعي إلى ضرورة تفهُّم أفضل للنفس،
أي "اعرف نفسك"، العبارة المنحوتة
على واجهة هيكل ذلفُس، التي اتخذها
سقراط شعارًا: "حياة لا يُفحَص عنها
لا تستحق أن تعاش". لأن أكثر ما يشدِّد
العزيمة، حينما يتعلق الأمر بفناء الجسد،
هو الإيمان بخلود الروح
سمير :
كان قبل أن يجرع كأس السمِّ
الذي وضع حدًّا لحياته؛ ...
الأستاذ :
حين قارن نفسه بالبجعة التي تغني قبل أن
تموت، ليس لأنها تخاف
الموت،
وإنما
دافع
ما تتطلَّع إليه من سعادة ومن أمل ؟
سلام : ليس كل
مايتمناه المرء
يدركه الانسانية ابتليت ،
بالنكبات والزلازل ،
وقبل ذلك الحروب
ايها الأستاذ الطيب على الله توكل
وبالعودة بالعالم الى الأخوة
والسعادة الحقيقية ..
الأستاذ :
(مبتسما ويقوم من مكانه ويتحرك نحو المكتبة ويضع بعض الكتب والأوراق على احد الرفوف )
سأنتهي من منهجة
نظريتي الفلسفية
بأسرع وقت بإذن الله
(يخرج مع سلام وسمير وأثناء خروجه يلتقي بسعيد )
(الفصل الثاني )
(يدخل سعيد وهو رجل متوسط العمر تبدو علية علامات الشر والنفاق ينظر بأستهزاء الى الأستاذ ويسرع نحو المكتبة التي وضع الأستاذ كتبه وأوراقه فيها )
يا له من انسان حكيم !
لا يتوانى لحظة عن دراساته
.يجب ان اجعله يندم
(ينظر بحقد الى المكتبة ومع نفسه )
انتظر وسوف ترى ..
سأجعلك تندم
سوف لا اتوانه عن فضحك
سأحاول اخفاء كل ماكتبه...
(بخبث)
وحين ياتي الى المكتبة
لدراستها لن يجد
ماكتب ، ويبدأ
بالبحث عنها ،
ويشتد به الغضب ،
وعندئذ سوف يسب
ويلعن ويتهم
صديقه سلام وسمير
بسرقة كتبه وأوراقه
(يقوم بسرقة الأوراق التي كتبها الأستاذ ويقوم بأخفائها في المكان )
(يدخل الأستاذ )
الأستاذ : ماذا بك
ياسعيد مرتبك كثيرا
اللهم بركاتك!.
(يتحرك نحو المكتبة ويقرب من رفوف المكتبة التي وضع عليها الكتب والأوراق التي قام بكتابتها )
لقد اختفت اوراقي كتاباتي !!!اين ذهبت ابحاثي الفلسفية ؟
(يقترب من سعيد )
أين اوراقي ؟!
سعيد : لاعلم لي بوجودها .
الأستأذ :
وضعتها هناك !!!
( يومئ على المكتبة )
على تلك الرفوف
سعيد :
( يقترب من رفوف المكتبة ويقوم بالبحث عن الأوراق )
.. لا وجود لها!
ربما تكون قد وضعتها!!!
(يحاول ان يتذكر )
في مكان اخر ! لا أثر لها هنا
(يقوم بنثرالكتب)..
لاوجود للأوراق شخص ما!!!
من ذا الذي قام بسرقتها !!! من يكون السارق ؟
سرقة علنية !!!!
-12-
سعيد :
(بدهاء وحيلة )
ابحث عنها بين ...
الكتب ان شئت!..
(بخبث )
هيا ابحث..عنها
(يجلس على الكتب التي نثرها في المكان ).
الأستاذ :
(يرفع مجموعة من الكتب من على رفوف المكتبة ثم يقوم برفع جميع الكتب من رفوف المكتبة )
أمر غريب !!!
وعجيب! وغير معقول ؟
حقاً.. ! اين اختفت اوراقي ؟
لقد سهرت الأيام بلياليها
في كتابتها فهي ...
عصارة افكاري !
-
فقد حاولت ....
ايجاد شيئا جديد للأحساس
المرتبط بأدراك المحسسوسات البيئية , فهو!!!
احساس قصير بفعل الأدراك الحسي...
المرتبط بين الأنسان
وبيئته المحدودة , وهذا الأحساس!!!
لاينتج ابداعا جماليا
عالي القيم بل ينتج مؤثرات آنية مستفيدة!!!
ومنهية ومحدودة . وطورت
رؤية فلسفية جديدة للأحساس
الجمالي السامي الخالص
للقيم الأنسانية ....
من خلال ايجاد
عملية عقلية تحليلية
مدركة تعمل الى كشف
الحقائق الخالصة في
(يتحرك في المكان يمينا ويسارا )
المواد والأشكال الأسكيمات واليوفينات
من خلال أبداع عقلي
أساسه كشف الجمال الحقيقي بواسطة
المعرفة الخالصة للأنسانية جمعاء
من خلال ايجاد قواعد اساسها إحساس وأدراك , مرتبط يملكه
الذهن والعقل
عند الأنسان ...
لم يظهر مخلوق واحد هنا،
ورغم ذلك اختفت اوراقي ! لو كانت اوراقي
سقطت من المكتبة
لتناثرت في المكان
دون شك، ولكن لا أثر
هنا للأوراق بالمرة..
عجباً.. لم يأت إلى هنا أحد بالمرة، ومع ذلك
فإن أحداً أخذها دون شك !!!.
سليمان :
(يدخل وينظر إلى الأستاذ )
ها ماذا بك يأستاذ ؟
استاذ تبحث في المكان ؟
.
الأسناذ :
يبدو أنه من قام بسرقة ابحاثي ... بدون قلب او رحمة !!!
.. لن تموت أفكاري ..
إذا كان أحدهم قد أخذ الأوراق فليأخذها.
. ولينشهرها هنيئاً له
على ثقافته المزيقة ً
.
(يخرج ثم يدخل بسرعة )
سليمان :
والان كيف الحال !!!
كيف الحال يا كبير الفلاسقة ؟
ها ها هاا ..لقد بذلت كل ما في ..,
وسعك ووقتك من اجل ...
(يصمت قليلا )
كتاباتك وتختفي بهذه البساطه..
الأستاذ :
إنك لا تأتي إلي ...
الإ في المواقف الصعبة !!! .
سليمان :
تباً لي أيها الأستاذ الرائع !
.. بدلا من أن تغضب وتسب.. تقول.. هنيئاً مريئاً!
ما من شيء يمكن عمله معك ...ا،ك عالم جليل
الأستاذ : يجب ان استمر !!!
في كتاباتي الفلسفية !!
يجلس الأستاذ على الكرسي في مكتبه ، ويكتب و يستمر في الكتابه)
سليمان :
(يجلس بقرب الأستاذ في مكان المقدمة ، و سعيد ويجلس بالقرب من سليمان)
حسناً شكرا لك..
عليكم بلأنصراف ؟ الأستاذ :
( واليسار يبتعدون ويتجهون ناحية اليمين)
سعيد :
(مخاطبا سليمان )
لقد تعبت.. هل بقي هناك الكثير
من الأعمال؟ من ومن الذي قدم لنا
تقريره ومن الذي لم يقدمه بعد؟
سليمان : يبدو أنه ينبغي الانتهاء من التقارير الآن
(مخاطباً سعيد)
سعيد : ها كيف الأخبار؟
كيف تسير أحوالك؟
أستاذ
(يضحك سعيد )
الأستاذ: بصفة عامة.. أحوالي
لا تسر، وقعت فريسة هذه المرة
ليس لها مثيلاً منذ بدء الخليقة..
كان الموظفون فيما سبق حريصون
كل الحرص على عملهم ...
أما الآن فقد اصبحوا وحدهم..
من يدفع لهم أكثر يلقى
المزيد من اهتمامهم وسعيهم..
انهم يبذلون لمن يدفع لهم قدراً
من الحرص والمسؤلية .
.. أنهم يعملون أي شيئا
ليكسبوا من وراء ذلك..
انهم يوقعون كبار
الأساتذة في شراكهم
..
حسناً سأتحقق من هذا بنفسي هيا.. انصرفو ..
(يتجهون ناحية اليمين واليسار )
سليمان وسعيد :
(مخاطبين الأستاذ بصوت واحد )
!
لا نستطيع العيش
بعد الان.. نرجوك يأستاذ
أن تعيننا في مكان آخر..
الأستاذ: : أعينكم في مكان آخر؟! ما هذا الهراء الذي
تهذون به؟! انهضوا
وتحدثوا كما ينبغي أن يكون
عليه حديث العقلاء..
هيا اقترب لي ياسعيد .
. هل سرقت الكثير من
الأستاذة خلال عملك هنا؟
سعيد :
(مرتبك )
لم أسرق استاذا واحداً !
الأستاذ :
ماذا تقول؟
لم تسرق استاذا واحداً؟!
كيف لم تسرق ِ استاذا
واحداً؟! ماذا إذن كنت تفعل؟ أين إذن
اختفت كتاباتي ؟
سعيد : (بندم وحزن ) لم أكن أسرق
على الإطلاق.. كنت أبذل كل ما
في وسعي وطاقتي
طول الوقت، قي خدمتك
وهذا واجبي الوظيفي
ولكني لم أستطع تحقيق
أي شيء.. ولم اسرق
كتاباتك الفلسفية الأخيرة
أحدهما سرقها من أمام عينيك ،
( ينظر في المكان يمينا ويسارا )
ومع ذلك لم تسب
(يتحرك نحو الأستاّذ)
أو تلعن، بل تمنيىت لمن أخذها
أن يتهنأ بها هنيئاً مريئا
( بخوف ومحاولة مسك نفسه )
الأستاذ : : ماذا تقول؟ ما هذا
الذي تتمتم به؟ هيا تكلم وأفصح، فمن
الصعب تمييز ما تقول.
كيف تجرؤ
على العودة من خلفي ؟
والأدهى من ذلك تجيء لي
وتقول بأنك لم تسرق
سعيد : انا لااهتم
(يتحرك في المكان وبحقد )
كما تعلم بأي شيئا
وكان كل وقتي فيى خدمتك ...
سليمان :
كان قبل قليل
يقول لي ان كتاباتك لا تساوي دينارا واحدا !!!
الأستاذ : ( بعصبية وغضب )
.. هل قررت السخرية مني ياسعيد ؟
هه؟ أتريد أن سرقة جهدي
الأبداعي مجاناً؟
ابذل كل جهدي
من اجل حياة جديدة تسعون
انتم في سرقته ..
وها أنتم
قد عدتم الى الى اتعس المراتب
في الحياة الانسانية
(يدور في المكان وهو في حالة فوران )
خالين الوفاظ !!!
والأكثر من ذلك جئتم
بما تسمونه كتابات ...
عديمة الفائدة الوجدى
. ثم تحكو لي مواقف
لا أصل لها ولا ضمير .
. انكم في حقيقة الأمر
، لصوص تقتاتون
على الكتابات الفلسفية
وتسرقونها وتبعونها بأبخس
الأثمان ولا تهتموا لذلك ،
وهذا هو الذي جعل اناس
اغبياء يدعون العلم والثقافة !!!
بسرقة جهود الاخرين ...
يشقون الطاعة عليك.. مهلاً يا عزيزي..
سألقنك درساً لن تنساه ؟.
سعيد :: أتوسل إليك يأستاذ
ألا تصدر امر اداري بمعقابتي،
واسمح لي بكلمة
أقولها لك .. ان بعض الحساد
(يقترب من الأستاذ ويدور حوله ويحاول اظهار ندمه )
الذين لايريدون للفلسفة
ولك التجديد ومحاولة الصعود على اكتافك من اجل الشهرة
الكاذبة فحالهم أسوأ
بكثير سواء كانوا
يتعاملون مع الكتابات الفلسفية
أو اصحاب الفكر الفلسفي .
فالأمر عندهم هنا بسيط ولا يصعب
على أحد منهم ..
فأنهم بأفعالهم الدنيئة
يقومون
بفعل أي شئ من اجل سرقة كتابات الأخرين
فبصرفون الأموال من اجل ذلك
أتوسل اليك يأستاذ من
اليوم لا يدأ عملي إلا بذكر الله؟
أتوسل إليك يا أستاذ أن تسمحني
من افعال هؤلاء المنافقين ،
لقد ندمت ندما كبيرا...
ومن الآن لا تعامل معهم..
كما أنني أطلب السماح من ؟|
العالم الجليل الذي جعلته يسخط عليّ ..فأرجوك يأستاذ السماح والعفو
الأستاذ : إنك تكذب أيها
السارق الكذاب .. ليس هناك
ما يدعو إلى خدمة الآخرين..
فأنا لم ابخل عليك بأي شيئ
إنهم خدعوك بحفنة من المال !!!!
والسادة والنساء أنهم يعرفون
كيف يحاتلون، ويخترعون سبلاً
جديدة في سرقاتهم ، لأنهم.
(يقترب من سعيد ويمسكه من رأسه )
وجدواك خائنا فاقد للضمير
الأنساني فانت المسئول عنهم
أنت.. قد اعطيتهم ثمار جهدي!!!!
(في حالة توتر وغضب شديدين )
الفلسفي فأستشعروا بالقوة ،
فجثموا على صدرك يخدعون بك ..
والأكثر من ذلك أنهم لم يعودو
( يقترب من سعيد ويقوم بوضع يديه على كتفي سعيد )
ا يبخلون عليك بالأموال..
فقد تأصلت
في نفوسهم المريضة هذه
العادة السيئة وعلموها لك !!!!
ولأمثالك الأغبياء
فانهم، في هذه الحال،
سيتخلوصون منك ..
عليك أن تفكروتطهر نفسك من افعالك
المشينة وعليك ان تفضح
هؤلاء المتربصون الذين
(في حالة غضب وعصبية يقترمن سعيد وسليمان )
يسرقون افكار وجهود الأخرين ...
عليك بطريقة ما للتعامل معهم..
عليك أن تعلن التوبة امام جميع
الناس من حولك حتى تستطيع ان تخرج من مأزقك هذا بالطريق التي تجعل
كل من حولك يستطيع اعادة الثقة معك ...
سعيد : لا أدري
ما الذي يمكن
ان افعله هل من طريقة ما ؟ .
أتوسل إليك أن تسامحني لم أعد
(يقترب من الأستاذ وهو في حالة ندم وينحي امام الأستاذ )
أستطيع التحمل ظميري يؤنبي ....
سليمان : (بغضب)
ماذا تقول؟ لا تستطيع التحمل بعد ماذا ؟!
أتعتقد ابان الأستااذ
سيقوم بالعفو عنك
هه هههههههههه؟ هه؟
سعيد : لا أتعمل معهم بعد اليوم ..
الأستاذ : لا ستطيع العفو عنك يجب ان تأخذ العدالة مجراها حتى
تكون عبرة للآخرين ؟
! إذن يجب ان تحاكم بعد
ان يتم فصلك من الوظيفة ...
(يتحرك الأستاذ يمينا ويسارا ثم يقترب من المكتبة ويناول كتاب من رفوف المكتبة يفتح الكتاب ثم بعد ذلك يرجعه الى مكانه ثم يتأمل ثم يفكر ثم يسرح في فلسفته )
اكتساب بعض السلوكيات
توفر لنا الجهد والوقت فهل هذا
يعني مجرد تكرار
آلي أم سلوكيات جديدة!!!!
الغريزة
مجرد ميل أعمى نحو غاية من
غير إرادة ولا شعور؟ وإذا كانت حركة
ميكانيكية فهل هي تقيد
حريتنا وتجعل من
الصعب التحكم في سلوكنا !!!!
: حاول البعض تعليل العادة كسلوك
آلي ذلك أن
اكتساب العادة
(يتحرك في نحو سليمان ويقوم بمسكة برقة من يدية ثم يتجه نحو سعيد ويبقى يلاعب شعره الكثيف )
يقتضي ميلا للعمل وتكرار ،
يقول أرسطوا العادة وليدة التكرار
وهذا ما جعل أنصار
الموقف السلوكي الحديث يتخذون من الفعل
المنعكس الشرطي أسس لتفسير السلوك
النظرية المادية في تفسير اكتساب السلوك
على أساس من الفروض
الفيزيولوجية ورد السلوك الى
الثبات فيرى الديكارتيون
أن العادة مجرد آلية تحكم فيها نفس الوانين التي تسير
الطبيعة
ثني الورقة التي تحتفظ بآثار الثني
وتسهيل إعادة ثنيها مرة
أخرى وهذا ما يحدث لدى الكائنات الحية
وتسمى قابلية التشكيل
وكذلك الاستبقاء السلوكي كمثال على التعود الفيزيائي
يسهل مغنطته ا
(يدور في المكان وفي حالة تأمل وتفكير )
وعليه فقد ربط الفيزيولوجيون
العادة بالدماغ والجهاز السلوكي
والعصبي الذي يحتفظ كالورقة بالآثار
المرتبطة
والمنظمة
بحيث عندما تبدأ الحركة الأولى
يعقبها الباقي بترتيب ثابت ويؤكد
هذا أن أي اضطراب في الدماغ يودي
بفقدان الكثير من هذه الحركات ثباتها وسرعتها
لقد انتقد برادين النظرية الآلية معتبرا
أن العادة ليست أي آلية أناه آلية ناتجة عن تدخل استعداد الكائن الحي في أن يتغير هو بنفسه
(يتحرك نحو اعلى المسرح وهو في حالة اندهاش ويقوم بأشعال انواع من الشموع بألوان مختلفة )
فالفعل المنعكس ليس
عادة ، العادة ليست طبيعة ثابتة بل لما لا تكون
طبيعة عادة ثانية كما يرى أن العادة نموذج
في الاستجابة أكثر منه سلسلة من
الحركات المحدودة وهي لا تقوم على
التكرار أو الربط وإنما على التنظيم والتقدم .
يرى أصحاب النظرية الديناميكية الحيوية أن العادة لا يفسرها الجسم
، فيميز أرسطو و رافيسون بين العادة من خصائص
الكائن الحي
والثبات
: إن رمي الحجر في الهواء ألف مرة لايعلمه الصعود دون قوة دافعة
ليست
طبيعة خصائخها الفيزيائية
والكيميائية .... إنما كونها تتصف بالحياة فالروح هي التي تشكل الجسم
على صورتها
وليس العكس و لقد بينت في ابحاثي بول أن
الفأر الذي شكل بصورة
جزئية
والذي يقود في المتاهة تبقى فيه العادة ، فالخطة ثابتة في حين أساليب
التنفيذ لا تعرف الثبات و في
نقد نظرية الإرتباط التي تلح على التكرار
(يتحرك في المكان ويقترب من المكتبة ثم يقوم بتناول بعض الكتب واثناء حديثه الفلسفي يقوم برمي الكتب في المكان اعلى اسفل المسرح وفي اليمين واليسار )
...يقول : إن إكتساب العادة يكون أسرع إذا فرقنا بين التمرين بفواصل زمنية
فلو كانت النظرية الآلية صحيحة لكان
التكرار آلي بدون الفواصل
أنجح بكثير بكثير
من التكرار المتقطع .
إن العادة ليست سلوكا آليا لأن التكرار ليس له
مفعول بمفرده فهو لا يخلق آليا
الروابط بين الأشياء ،
كما أن الترابطات التي تحولت الى عادة لا تعود
ثانية ، إلا أن الفرد يريد إ
عادتها فالإرادة هي التي تستخدم آليات العادة
كوسيلة لغاية من الغايات
، الفعل لا يتكرر
أبدا والإنسان لا يتعلم بالتكرار الآلي وإنما بالبدء
من الجديد ،كما أن القول بأن العادة
سلوك لاشعوري إطلاقا قول خاطئ لأن الشعور يحرس دائما الفعل
العادي
(يتحرك بالمكان وهو في حالة اندماج مع فلسفته )
وأن العادة
يراقبها الشعور الهامشي الذي... ينتقل
مباشرة للشعور كلما عجزت الآلية ...
عن مواصلة الحركة فإذا أخطأنا أثناء!!!
الكتابة شعرنا بخطئنا وانتبهنا....
وأنت ايها الوقح تقوم بسرقة جهودي وتعطيها للآخرين بأبخس الأثمان !!!!
سعيد : ( يبكي ويصرخ )
آه يالتعاستي .. آه ! ارجوك ايها الأستاذ ارحمني وارحم عائليتي ..
الأستاذ : هل هذه حيلة جديدة تريد ان تلعبها علي ؟
سعيد : ارجوك يأستاذ الرحمة لقد اخطاءت : آه.. ! آه .. يالتعاستي
سعيد : انني لم اقوم بسرقة اوراقك الفلسفية وانما اخفيتها !!! !
الأستاذ : هيا أخبرني اين اخفيت الآوراق ؟
(يذهب سعيد خلف المكتبة ويقوم بأخراج الأوراق التي قام بكتابتها الأستاذ )
اللعنة عليك يجب ان تذوق وبال عملك فللصوص من امثالك ليس لهم وجود من الآن في الجامعة
سعيد : ( بصراخ وبكاء )
العفو ياستاذ ارجوك الرحمة لقد أخطأت
(يبقى يبكي ويصرخ ويقوم بنثر الأوراق في المكان فيقوم الأستاذ بألتقاط الأوراق ورقة ورقة من المكان وهو في حالة حزن )
ستار
محسن النصار
0 تعليقات