عرضت المسرحية الإماراتية (طقوس الأبيض) تأليف محمود أبو العباس وإخراج محمد العامري في مهرجان المسرح العربي السابع 2015 في المغرب وقد بدأ العرض المسرحي بلوحة بصرية صيغت بشكل حدثوي ذات تشكيل حركي يعتمد الدال والمدلول ثم ندخل في جو طقسي اعتمد الطقس والخرافة مدلولا رمزيا له , فنجد أن الموروث الطقسي بأشكاله ومفرداته كان له أهمية في العرض المسرحي بإعتباره الأطار التشكيلي واللوني الذي يتجاوب مع أحداث المسرحية ويسهم بدور فعال في إبراز مضمونها حيث تأخذ الموروث الطقسي كوسيلة لتأكيد التكوين العقلني والروحاني للشخصيات فالطقسية في انتمائها للموروث الشعائري ومن هذا اإلأطار يحقق العرض المسرحي دوره الوظيفي السباق في الإيحاء لمستوى الشخصية طقسيا و إجتماعياً وفكرياً من خلال اَضفاء سمة التصميم المنظري المجاور للشخصية الطقسية ومساندتها
يالأيحاءات المنظورة، ليضفي ذلك الشكل الطقسي على مشاعر الشخصيات ومسارها الخلقي والسلوكي لمستوى يتطابق وأفكار المتلقي المستفزة في الذاكرة الجمعية لجماليات الشعائر الطقسية وبحيث خلقت في نفسية المتلقي إلأستمتاع الجمالي .
ونجد الشخصيات في العرض المسرحي كانت تمر بحالات متعددة , ان تكون شريرة , وأن تكون فاضلة , وأن تكون متنافرة , بعيدا عن التوافق , وأن تكون متشابهة , وقد تكون ثابتة .
والمسرحية كانت مبنية على أسس تقليدية حيث كانت هناك بداية ووسط ونهاية وهنا أدخلنا العرض المسرحي في جو طقسي كأنه أعاد ألينا ولادة المسرح من جديد كون المسرح ولد طقسيا فكانت الفكرة الفلسفية للمسرحية تؤكد على تطهير النفس البشرية عبر اثارة الخوف والشفقة في نفوس المتلقين في محاولة تطهيرهم من كل التقلبات الشريرة المكبوتة في دواخلهم , فالعرض المسرحي أضاف وسمح لسلسلة من الأحداث التي تتوالى وفقا للاحتمال والضرورة وأن تنتقل بالشخصيات من النعيم إلى الشقاوة ، أو من الخير إلى القساوة والبعكس من خلال الموروث الشعائري الطقسي الذي استوحاه المؤلف من الشفوي من التراث الروحي الطقسي والذي يطلق تحديداً على الطقوس والشعائر الدينية الذي ينتقل شفوياً ، وقد يطلق على الشفوي من الثقافة عموماً .ولكن طقسية أي عمل مسرحي تحدد من خلال تعبيره عن ذاتية الشعوب ، فوظف المؤلف والمخرج الشعائر والطقوس في العرض المسرحي مرئياً و مسموعاً و بنيوياً نصياً . و كان التوظيف المرئي والمسموع مرتبطاً بالحرفة المسرحية ، أي بالإخراج ، فإن التوظيف البنيوي النصي مرتبط بالتأليف ،
وهنا نجد بأن الطقوس كانت ذات رمز وعلامة .ودلالة لعلاج الشخصيات لاشعوريا من كل الأنفعالات المكبوتة والتي ملئت كرها وظلاما وتعسفا ومحاولة تحريرها من الشر الى معرفة الخير .
وكان الممثل حاضرا بقوة في العرض المسرحي وكان الممثل حاضرا وقام بإيصال العلامات البصريه يشكل متناسق مع العلامات السمعيه والعلامات الحركيه وقد كانت شخصية الحفار مؤثرة جدا في العرض المسرحي فقد كان تركيب الشخصية يعتمد دائما على الألتجاء الى الذاكرة الأنفعالية من خلال وضعها على شكل من مؤثراث عاطفيه وحدانيه ليخلق حالة من الطقسيه المسرحيه بحيث كان قادرا علئ التأثير من خلال ايحاد الحدث وخلق الهدف الذي يبني علية العرض المسرحي واما اداء الممثلات كان اداءا انفعاليا لتحقيق الحاله النفسيه للجو الطقسي في العرض المسرحي عن طريق الوعي بالتجرية وتقديمها برابط سايكلوجي في علاقه استدلاليه ذات تلقائية كانها ذات ايقاع موسيقي ممتلئ حسا جماليا في الأداء , وكان المخرج متوفقا في بناء رؤيته المسرحية التي قام بتركيبها على عدة عناصر في العرض المسرحي والولوج من خلالها الى التأمل العقلي والغوص والغور في رموز ودلالات وعلامات الى اعماق النفس الأنسانية وفضحها باضهار الجانب المظلم فيها .
واما اداء المجاميع وخاصة الجوقة فقد كانت متجانسة بشكل كبير مع التقنيات البصرية والصوتية في العرض المسرحي لتعطي صورا ذات مضامين أنسانية تعتمد الأجواء الطقسية مفتاحا لها في ايجاد التأثير في المتلقي .
0 تعليقات