مجلة الفنون المسرحية
-------------------------------------
المصدر: محمد حجازي - الميادين
إحتفالية مسرح المدينة بالعام العشرين على إنطلاقته ما زالت في تصاعد إبداعي يومي لافت جداً، وقد وزعنا التغطية على حلقات للإحاطة بمعظم المسرحيات التي حازت إعجابنا، وإخترنا أولاً: مشهدا لينا خوري( بإنتظار العرض، ومصيبة كبيرة) وجديد ناجي صوراتي الذي يختزل الحياة ما بين بناء وهدم بيد الإنسان نفسه.
صاحبة: حكي نسوان، ومجنون يحكي، المخرجة لينا خوري طرقت باب الإنتقاد، ولم تخرج من إطارها الفني، دخلت المسرح في مشهد:بإنتظار العرض، وأضاءت على حوار بين صبيتين( جويس أبو جودة، وعبير صيّاح) تنتظران العرض المفترض، مقاعد شبه خاوية، وهما قلقتان، فهل يعقل أن تكونا أخطأتا الموعد وقصدتا المسرح في يوم الإجازة ، أم أن هناك خطأ حصل لم تدركاه، وتكون الخاتمة تركهما المكان من دون مشاهدة العرض. والمشهد الثاني: مصيبة كبيرة، إسم على مسمّى، لأنه يتناول حال التمثيل المصطنع والسيءفي المسلسلات المحلية، حيث يبدو الممثلون كالروبوت في أوضاع تحث على الضحك من أعماق القلب، عن نص جميل وخفيف الظل للممثل والمخرج غبريال يمين، أما فريق الممثلين المفاجأة فهم من طلبة الجامعة اللبنانية( جويس أبو جودة، روي عازار، فريد شوقي، إليسا عقيقي،عبير صيّاح، وروي خرّاط)وإستنفر المشهد جميع الحضور للضحك والتصفيق.
أما الفنان صوراتي فقدّم: geographia the synapse، المعلّم الماهر والدقيق والمبدع، خاض في مجاله، في الرمزية، يخاطب العقل والمخيّلة والقلب، كما يفعل في أعماله النموذجية التي سبق وقدّمها على خشبات أكاديمية وجماهيرية عديدة بحس عال ودفق من الأحاسيس والرسائل. هنا في جديده، أسس على السلاح الخشبي وقدّمه وسيلة قتل ودفاع عن النفس، وبعد معارك كثيرة غير مجدية، وسقوط قتلى وضحايا، تمت إعادة الإعمار بالأسلحة التي سلمت، وعاش الناس في أمان لفترة قبل أن يعود القتال مجدداً ويهدم المتحاربون ما بنوه من خشب أسلحتهم.
نموذجان فقط من أصل 24 عملاً تمثيلياً وغنائياً منوعاً. الذي شاهدناه إلى الآن يعتبر من الأعمال الراقية التي تنطبع في الذهن كما القلب فعل عاطفة وحنان وإبداع.
المصدر: محمد حجازي - الميادين
0 تعليقات