مسرحية "الطّوافة " تأليف حسين رحيم

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية من عدة مشاهد


الطّوافة



تأليف
حسين رحيم



الشخصيات
1ـ اسامة ........................المخرج .رجل متوسط العمر رزين
2ـ خربان .......................مدير المسرح رجل بدين ..مرح
3ـ ابو عائشه.................... الممثل ألأول رجل متوسط العمر
4ـ رجل التاريخ (الراوي)........................ شاب مسالم
 5ـ ميساء.........................صحفية شابة
 6ـ ممثلة 1...................شابة
7ـ ممثلة2.................... شابة
8ـ ممثل 1..................شاب
9ـ ممثل2 ...................شاب
مع مجموعة من الراقصين والكومبارس














المشهد ألأول
المنظر:
((المسرح فارغ ...ثمة ديكور يرمز الى العصر ألأندلسي
وصور تثل شخصيات ألأدب والفكر التي سادت ذاك العصر...
(موسيقى يدخل راقص ويؤدي..حركات جسد تعكس وجه المأساة ..)
صوت:ياكل حرمان بلادي
يادموع الثكالى والمجروحين
ياصرخات المنسيين وحشرجاتهم الموؤدة في ليلة القتلة والمتسلطين
استيقظوا فهذا اوان الشمس وزمن ألأنكشاف
فقد انتهى عصر السباتات المتوالية عليكم ...هلموا معي لنفتح جروحكم بوجه الشمس لتتعقم من اكاذيب التاريخ وتزييف الوقائع
فما كنا لنكون لو لم نكن كما كنا...(يكررالعبارة ويخرج الراقص )

يدخل مجموعة من الشباب والشابات وهم يتحركون بمرح
يدخل بعدهم مدير المسرح وبيده مجموعة اوراق ))
مير المسرح : يللا شباب جاهزين ...هسه المخرج يجي اتحضروا ...
(( يدخل المخرج يؤشر بيده))
مدير المسرح:يللا شباب ..اللوحة ألأولى...(( يصطف الشبان والشابات ويبدأوا بالرقص على ايقاع موشح جادك الغيث اذا الغيث رمى يازمان الوصل في ألأندلس))

المخرج :ـستوب ....اريد وجوه مبتسمة ...
مدير المسرح :ـ (مقاطعا) ...اي مثل ماكال السيد المخرج .ابتسموا ..اضحكوا ,,,شبيكم كآبة
(يأخذ مدير المسرح الى جانب)
المخرج : عندي مخابرة مهمة.. مشي المسرحية لمن اخلص
(يبتعد المخرج الى زاوية ويجلس وبيده الموبايل))
المخرج:الو حبي شلونج ....
((يعود الممثلون الى اداء اللوحة وهم يبتسمون بشكل مصطنع ومضحك ))
مدير المسرح:ـستوب بس ..مو هل الثخن ...شبيكم فاتحين افواهكم مثل المهرجين
ياأخي هاي مسرحية تحجي عن حضارة عظيمة هي حضارة ألأندلس خدمت اوربا لقرون في مجال الفكر وألأدب ..يا اخي قليل من الوقار والحشمة افتهمتوا ..(يتجه الى المخرج) موتمام استاذ ..هاي توجيهاتك ...(يؤدي الراقصون الحركات وهم في عبوس وحزن)
مدير المسرح :ــ (يصرخ بعصبية) ..كافي ..كافي ..راح اتجنوني ..هاي مؤامرة
راقص1:ـ استاذ انت كلتلنا بيها حزن ...والله حيرتنا
راق2:ـ ارسيلك على بر ...حتى نعرف طريقنا
مدير المسرح :ـ بالله هذا اشتحجي وياه ...بابا ..
راقص1:ـ لا بابا ولا ماما ...استاذ انت كل شي متفتهم
مدير المسرح:ـ (بغضب) احترم نفسك ...انت مطرود ..بس دقيقة خلي اخذ رأي السيد المخرج (يذهب الى المخرج ويقف قليلا ثم يعود ) بسيطة انت تبقى هسة ..يللا بدون اخطاء هل المرة.
راقص2:ـ استاذ الله يخليك ..فهمنا ..حزن لو فرح ضحك لو بجا
مدير المسرح :ـلاهذا ولا ذاك ...امسك العصا من الوسط ..وامشي بالوسط بين الفرح والحزن والضحك والبكاء.. صدقني راح ترتاح من هموم الدنيا كلها... (يصفق الراقصون )
مدير المسرح:شكرا ..شكرا.....يللا ..اكشن..يؤدون الفعالية ,,,,ستوب..حلو شغل حلو بس لويش مستعجلين..على كيفكم ...ببطء ....يللا ..اكشن .
(يؤدي اعضاء الفرقة الرقصة بشكل بطيء جدا)
مدير المسرح :ـ بعصبية ..ستوب ..ستوب ..كافي كافي ...دمرتوني ...راح اعوفكم ..انعل ابوكم لا ابو المسرحية (يخرج بسرعةوسط ضحك اعضاء الفرقة...)
المخرج:ـ(ينهي المكالمة) اوكي حبيبتي ..باي...هاي شبيه  ليش مدير المسرح طلع زعلان ..
راقص 1: والله استاذ جنا دنتمازح وياه .. اسفين
المخرج: طيب روحو جيبو...يخرج الجميع ...بعد لحظات يدخلون وهم يحملون مدير المسرح
ويغنون بفرح .

اظلام






المشهد الثاني
المنظر :بيت اندلسيقديم
عائشة فتاة جميلة جالسة تخيط بثوب ..يدخل ابوها ..تنهض له ...وفي زاية من المسرح يجلس المخرج مع مدير المسرح يراقبان العمل...
عائشه ..مرحبا ابي ..الم تره
ابوعائشه: كلا يا ابنتي ..سيأتي اطمئني
عائشه :منذ امس خرج ..ابتي ألأحوال ليست طيبة ..اخاف قبض عليه
ابو عائشه :اعرف هذا ..اعاننا الله ..(يدخل عبد الرحمن وهو مضطرب)
عبد الرحمن: خبئوني...انهم ورائي ..
عائشه : من هم ؟؟
عبد الرحمن : القشتاليون ..بسرعه ياعماه ..انهم يمسكون بكل رجل ويقولون انه موريسكي
ابو عائشة: لاحول ولاقوة إلا بالله ..عائشه ...اعط لزوجك ثيابا منك ..كي يتخفى عنهم
عائشة: تبا لهم ..ماذا يريدون منا ... الا يكفيهم ما اخذوه ..
ابو عائشه: ايه يا ابنتي ..انها ضريبة الخنوع وألأستسلام ..كما قالت ام محمد الصغير ابك مثل النساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال
اصوات وجلبة
يدخل ثلاثة جنود قشتاليون
جندي 1:اين هو؟؟
ابوعائشه: من هو؟؟
جندي2:الذي دخل بيتكم..لقد رأيناه..فلا تحاول ألأنكار....(يتقدم جندي1 نحو عائشه)
جندي1: سنأخذها معنا رهينة .
عبد الرحمن:لا حاجة لذلك ..انا من تبحثون عنه ..
جندي2: تصورت اننا لن نمسك بك ...تختبيء عند معارفك
عبد الرحمن :هؤلاء الناس لااعرفهم ..انا من اجبرتهم
جندي2: اتعني انك لاتعرفهم ؟؟(يحاول ابو عائشه الكلام ..)
عبد الرحمن:طبعا ولم ارهم من قبل ..
جندي1:خذوه...(يمسك الجنود به ويأخذوه ويخرجون)
(تبكي عائشه)
ابو عائشه :لاحول ولاقوة الا بالله ..(يدخل منصور الحلواني)
منصور الحلواني: ماذا حدث ياابا عائشه ..
عائشه: اخذو عبد الرحمن ياعم منصور (تبكي)
منصورالحلواني: لماذا... مالذي فعله ؟
ابو عائشه: موريسكي
منصور الحلواني:لاحول ولاقوة الا بالله..انه والله بلاء كبير حل بنا ..اين كنا واين اصبحنا .
ابو عائشه: حين ينشغل ولاة ألأموربترف الحياةوالدسائس والمؤمرات وتعمى عيونهم عن احوال الرعيةتحل بهم الهزيمة.
منصور الحلواني:يقول القادمون من ارغون وغرناطة ان فردناند وايزابيلا وبقية ألأمراء تقاسموا  الناس عبيدا لهم..وليس هذا ..امس جمعوا الكتب كلها واحرقوها امام الناس..والناس بدؤا بأخفاء كتبهم واخراجها ليلا الى مخابيء في الجبال والتلال المجاورة

ابوعائشه:يقول الفاروق عمر بن الخطاب(رض).إنكم لا تغلبون عدوكم بعدد ولاعدة ولكن تغلبونهم بهذا الدين فأذا استويتم وعدوكم في الذنوب فالغلبة للأقوى .
المخرج: ستوب جيد ..استراحة وبعدها نشتغل المشهد اللي بعده
مدير المسرح: يللا شباب استراحة قصيرة ...يتقدم ابو عائشة من المخرج
ابو عائشه : عندي سؤال ممكن
المخرج: اتفضل
ابو عائشه: اني اشوف شخصية ابو عائشه طيبة اكثر من اللزوم
المخرج: كيف؟؟
ابو عائشه: المفروض بيه يكون اكثر صرامة وثورية امام القشتاليين
المخرج :شوف اخي..ابو عائشه شخصية افتراضيه تمثل اخلاق العربي المسلم المعروفة بالتسامح ورجاحة العقل.
ابو عائشه: استاذ وسام ..بس اللي صار في غرناطة وارغون وشمال افريقيا شيء بشع ,,يخجل التاريخ من ذكره .
المخرج:كلامك صحيح عيني ابو عائشه ..لكن المسرح رسالة انسانية و..
ابو عائشه: استاذ جدي حدثني عن اللي صار نقلا عن ابوه وابوه  نقلا عن جده  و..
مدير المسرح:اووه هاي صارت قصخون ..يمعود كل اجدادنا شافو ضيم ..كافي تتعكزون عل الماضي .
ابو عائشه: ديربالك على كلامك اني اجدادي من الموريسكيين وافتخر
مدير المسرح: واني اجدادي من الزط ..وهم افتخر ..وخالتي غجرية وهم افتخر وعمتي مديرة مدرسه وما افتخر (يضحك)
ابو عائشه: موغريبة يطلع الكلام من واحد مثلك ..اللي يمتلك جنسية مزدوجة ..جلب اللي لوا اهلين ماينحوي ...
مدير المسرح:ـ احترم نفسك ..الاف من الناس عدهم اكثر من جنسية ..وانت واحد حاقد
ابو عائشه : اني حاقد ...بسيطة ....اصبرعلي ...
(يهجم عليه محاولا ضربه.يتدخل بقية الممثلين
ينسح المخرج الى زاوية ويجلس .. فيما تستمر الجلبة والصراخ ..بعد لحظة بصمتون )
المخرج:ها خلصتوا
مدير المسرح : لا ...(يعودون الى الشجار ثانية..ثم يهدأون ويسكتون)
المخرج: ها انتهيتو ..
الجميع : نعم استاذ ....نحن اسفين
المخرج : جم مرة آسفين .....كل مرة اتسووها وترجعون تتأسفونوهاي بيا سوك اصرفهة..كل مرة تتعاركون نفس العركة وتتطرحون نفس  المشاكل بينكم ...
مير المسرح : ياجماعة خلي نروح للمقهى ...انحناءة كبيرة للسيد المخرج
(يتقدم الممثلون وينحنون للمخرج ,يثم يخرجون)

اظلام

المشهد الثالث
المنظر:نفس المنظر السابق
(يدخل المخرج ويدخل وراءه مدير المسرح)
المخرج :اسمع خربان اني طالع عندي شغل وراجع ..مشي المشهد ألأول.
مدير المسرح: اتروح وترجع بالسلامة ..(يخرج) خوش طلع وسام ...اني المخرج (فرحايرقص..ينادي ....مشهد الراوي ..يلا .. (يدخل شيخ بزي قديم ولحية طويلة وهو الراوي)
الراوي: الحضارة يا ابنائي تبدأ حين ترتقي النفس البشرية الى اعلى درجات السمو الخلقي ...وتربأ عن كل مايخل بالكرامة ألأنسانية من نوازع الدنيا الزائلة ..لذلك اقول ..(يدخل طفل وبيده لعبة غريبة يمسك رداء الراوي ويحركه ويعطيه ..ينظر فيها ثم يردها اليها)
الراوي:خذ يابني ..انا لاافهم ..فيها .(يأخذها الطفل ويذهب باكيا)
الراوي:ما علينا ...اين كنا ...
الصحفية: مساء الخير ...
مدير المسرح :(كمن يجفل) اهلا ..اهلا وسهلا ...تفضلي
الصحفية:انا صحفية من مجلة الخبر اليقين ...وكلفوني بعمل تحقيق عن عملكم المسرحي..
مدير المسرح:(بخوف ) تحقيق ..
الصحفية: صحفي ..حضرتك المخرج
مدير السرح: (بخوف وارتباك ) اني ..لا ..اي ..اني ..اني مدير المسرح
الصحفية: (تكتب في دفتر)...شسمك ؟
مدير المسرح:(بخوف)نعم
الصحفية: اسمك ..اريد اسمك
مدير المسرح: ها اسمي ..اي صحيح ..يصير بلا اسمي
الصحفية: لازم اسمك.
مدير المسرح: طيب ..خربان ....0(تنفجر ضاحكة)
الصحفية:خربان...من قلة ألأسامي
مدير المسرح: شسوي قسمتي ..امي ادكول من ولدت جنت حلو هواية وابويا خاف علي من الحسد واطلق علي هذا ألأسم...(يدخل المخرج يذهب اليه ويأخذه جانبا)
مدير المسرح: من رخصتج ...استاذ وسام ترة هاي اشك بيها حيل
المخرج: مني هاي
مدير المسرح:ادكول صحفية
المخرج: برأيك شني
مدير المسرح : اعتقد مخابرات لو امن
المخرج : اويلي ...ديرو بالكم لاتعترضوها ..خلوها ابراحتها ..خوش.يلا مشهد الراوي.
اظلام


المشهد الرابع
المنظر:نفس المنظر السابق
(المخرج ومدير المسرح والصحفية في زاوية من المسرح جلوس . يدخل الراوي)
الراوي:هكذا الحضارات يا ابنائي ..تولد وتموت كما البشر...اين ألأمبراطوريات التي سادت العالم....اين القادة ..اين الحصون والقلاع ...اين الفتوحات ... كلها  اندرست وحفظت في ذاكرة التاريخ
(تنهض الصحفية)
الصحفية: تسمحلي بملاحظة استذي الفاضل..
المخرج: اي ..اي ..تفضلي ...خذي راحتج ..(ينهض مدير المسرح )
مدير المسرح:اهلا وسهلا ..
الصحفية : لويش لابس هيجي (تؤشر على الراوي)
المخرج: هو يمثل التاريخ..العتاقة ..الوقار ,,الحكمة
الصحفية: يعني الوقار وهاي اللي كلت عليها ماتبين الا... بهذا اللبس
المخرج: يعني هذا المتفق عليه من زمان .
الصحفية: يعني لو لبس جينز وشعر سبايكي ..شدكول ؟؟؟
مدير المسرح: ايباه...فكرة ذكية.. حداثة .. حداثة  (يضحك ويضحك المخرج على مضض)
يلا ياولد ..انزع ..واشتغل بدون هاي الهدوم ..
(يخلع الممثل ثيابه واللحية المستعارة ..ثم يحاول ان يتكلم ..فيعجز)
المخرج :شبيك ابني ما تحجي)؟(يذهب اليه مدير المسرح
مدير المسرح: شني قضيتك ..اشو اخرسيت
الراوي:استاذ ما اعرف امثل بدون هاي الملابس .
مدير المسرح: ولك احجي كلب ابن الكلب ..لا اتورطنا ..يول هاي تشتغل بألأمن ..افتهمت ؟؟
الراوي: دكول من ألأول..يا استاذ خربان .....(يؤدي الحوار بطريقة مضحكة وينهيها بجملة)
الراوي: الله يخلي الحكومة .
مدير المسرح: ها ست ..ان شاء الله عجبج الشغل.
الصحفية:(بتعالي) ....لا بأس ...لابأس (تبتعد عنهم)...اني موهوبة .. خلي تجي امي وتشوف ..تعالي شوفي بنتج اللي اتقلدين عليها ...اني تسمحولي ..باجر اجي حتى اكمل التحقيق..(تخرج سريعا) ...
المخرج: اسمع خربان ...بلغ الفنانين ايديرون بالهم على السانهم ..جدامها ..خوش
مدير المسرح: صار استاذ
المخرج: يلا ....(يدخل الممثلون والراقصون ويؤدون لوحة راقصة مع حركات جسد)
مير المسرح: يلا مشهد الزنزانة... (شاب يقف خلف زنزانة ..تأتي فتاة وتتحدث معه )
الفتاة: اي حبيب القلب...كيف حالك ...هل تعرضت للأذى ..اوعذبوك
الشاب: وايم الحق ياعائشه ..لن يثنيني ..عن عزمي ..اي انسي ..ولن يخيفني جنود فردناند ..وبيازين لن تموت ..بيازين لن تموت ...يصرخ الممثلون.....(بيازين....بيازين)
الفتاة :  اه ياحبيب القلب عمر... لك الله ياقلبي.. كم ستثقلك الهموم هم الحبيب ..وهم المعتدي ألأثيم
المخرج: ستوب....جميل ...المشهد اللي بعده ..
الفتاة : استاذ ممكن سؤال ؟..ليش المشهد قصير ..يعني حوار هاي زوجته قليل ... لازم تحجي اكثر ...اتبثو همومها ويبثه همومه ..مناجاة عاطفية..
المخرج:: اني مدا اخرج فيلم الخطايا..مال عبد الحليم حافظ ونادية لطفي ..هاي مسرحية تحمل قضية تاريخية عظيمة...المسرحية تتحدث عن ألأندلس ..الجوهرة اللي ضاعت بسبب ولاة ألأمور الضعفاء اللي جاؤا فيما بعد وانشغلو بالدسائس والمؤامرات وملذات الدنيا مما قوى عدوهم عليهم وسيطر عليهم جيش فرديناند وايزابيلا من القشتاليين ..وعملو فيهم ما عملو .. وفي عذا يصح قول سيدنا عمر بن الخطاب حين قال ..انكم لا تغلبون عدوكم بعدد ولا عدة .ولكن تغلبونهم بهذا الدين ..لإأذا استويتم وعدوكم في الذنوب ..كانت الغلبة للأقوى ..
مدير المسرح : لكن ألأسبان اعادو لهم حقوقهم لهم في ألمؤتمر الذي اقيم قبل اعوام
ابو عائشه: صحيح ...لكن لم يعتذرو لهم كما اعتذروا  لليهود ..تعرف ليش
...لأنهم مازالو يطقلون عليها حروب ألأسترداد...رينيكويستا ...
مدير المسرح : يا اخوان الموضوع انتهى ألأن  واصبح من الماضي  والغرب اتخلى عن ذاك العنف والوحشية واصبح مصدر للسلام وألأمان في العالم وهو اللي يزودنا بكل مقتنيات الحضارة الحديثة ..
ابو عائشه: هذا ذر رماد في العيون ... يبدو انك تتعمد النسيان وتغض النظر
مدير المسرح: كيف يعني ؟؟
ابوعائشه: نسيت ما عملوأ .... الغرب ياصديقي اكثر وحشية من قبل..واكثر ذكاء في ممارسة وحشيته ..((تظهر افلام وصور عن مذابح كفر قاسم ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وأحتلال العراق...والصومال وسوريا والربيع العربي...)
 مدير المسرح: كيف وكل حاجاتنا الحياتية منهم محد خرب هذا البلد غير مثلك وامثالك ..من عقليات المؤامرة ...
ابو عائشه: وانتم اللي اموقعين صكوك الغفران مع ألأجنبي الطامع بخيراتنا ..دائما اتحاولون اتبيضون وجهه البشع
مدير المسرح: اني وطني اكثر منك
ابو عائشه: انت كالغراب اللي ضيع المشيتين
مدير المسرح: اني غراب ...يابومة .(.يهجم عليه ويحدث لغط يتدخل الراوي ويضعاه وسطهما وينهالان عليه بالضرب.. فيما تعرض الشاشه افلام عن الحروب العربية والمظاهرات)
 الراوي:(يبكي)..اني شنو ذنبي ..هاي جزاتي ..
صوت: صوجك ...من تدخل فيما لايعنيه لقي مالايرضيه ...
المخرج :...(بصوت عالي) ...  بس...(يصمت الجميع) خربان ...تعال...
مدير المسرح: نعم استاذ..
المخرج: باجر اجتماع لكل العاملين بالمسرح اهنانا ..(يخرج)
مدير المسرح:صار استاذ ...(يعودون الى الشجار مرة اخرى)
(اظلام)






المشهد الخامس
نفس المنظر السابق.....(جميع الممثلين حضور..ومدير المسرح يقف الى جانب من المسرح)
مدير المسرح: انتبهو ..جا المخرج ..(يدخل المخرج..فيصفق الجميع ويهتفون بحياته)
المخرج:شكرا ..شكرا...على مشاعركم ..اسمعوني زين ..انتم امام واجب وطني وانساني كبير وراح يشاهدكم جمهور عريض ويكتب عنكم نقاد ..فأذا راح اتظلون تتعاركون راح اضطر الغي العمل ..وهذا يعني راح ترجعون الى الشارع ..لانفعة منكم ولا دفعة ..لأن تعرفون زين محد يلفيكم غيري ...
مدير المسرح : استاذ لاتنسى احنا بدونك ترة منسوى شي
ابو عائشه احجي عن نفسك...افتهمت
المخرج : يللا ابو عائشه كوم اضربة ..كوم..
ابو عائشه: آسف استاذ ..مو هو ديحجي حجي يخصة هوه
المخرج: كافي ..يمعودين كافي ..ترة راح اعوف المسرح من وراكم ..وافتحلي محل حلاقة
انتو ما اتصير الكم جارة ابدا .. تعبتوني حيل ..دمرتوني ....كافي عاد ..جم دوب... هاي جم سنة وانتم على هاي الحال يعني اشوكت راح نعرض المسرحية ..الناس ملت وبعد ما اتصدكنا من كثر وعودنا الكاذبة ...بس اريد شي واحد منكم ..
ابو عائشه: شنو هو استاذ واحنا انفذو
اشوكت نعرض المسرحية....(يحدث هرج مرج... يهرب الجميع خارج المسرح..وصياح واصوات مرعبة... يدخل الراقص ويؤدي حركات جسد...تدخل الصحفية فيهرب الراقص )
الصحفية:يا اهل المسرح ..اين انتم ؟؟؟؟...(يدخل الجميع تدريجيا ..ينتابهم الخوف حال رؤيتها)
الصحفية: اليوم راح ابينلهم موهبتي ...خلي يجي رئيس التحرير ويشوفني ..
(مشهد جانبي)
(يدخل رئيس التحرير)
رئيس التحرير:اسمعي زين ..هاي اخر فرصة الج ..بعدين (يؤشر علامة الطرد)
الصحفية: لويش استاذ ؟
رئيس التحرير: مودمرتينا ..ماكو تحقيق ادزج علي ..اذا مااتسوين مشلكة..ويفشل
الصحفية: صار ..استاذ راح اسوي اروع تحقيق صحفي ..واوعدك ما اتدخل ابأي شغلةماتعنيني...(يخرج رئيس التحرير) ..يابة دروح ..انته مثل امي (تقلد امها ).. بنتي اخاف عليج لا اتعنسين. (يأتون لها بكرسي وتجلس عليه وهم صامتون)
الصحفية: يلا ...لويش ساكتين ....يلا بلشو بالعمل ...خلي انشوف ..
يحدث نصف اظلام..ينهار الممثلون على ألأرض تنفتح شاشة تعرض مشهد الصحفية وهي تتدخل بأخراج المسرحية وتحدث فيها تغييرات جوهرية من ملابس وحركات ولكن بسرعة كبيرة كأفلام شارلي شابلن ..حتى يسقط اولئك الممثلون لينهض الساقطون على المسرح)
الصحفية: شنو رأيكم بالتغيرات ...مو رائعة  (يدخل رئيس التحرير)
رئيس التحرير: هاي انتي هنا ..الشرطة دتور عليج هاي شمسوية
الصحفية :والله استاذ ماامسوية شي
شلون والمستشفى اللي اشتكت عليج ..بسبب تدخلج بشغل ألأطباء وعطلت بعض ألأجهزة
واني مضطر ان افصلج من الجريدة ...شو منو راح يشغلج بعد...(يخرج)
الصحفية: استاذ ..استاذ ...ليش هيجي..والله اني موهوبة..حتى شوف اشلون غيرت بالمسرحية..
المخرج: خربان التافه ...هاي المخابرات مالتك ..وخليتنا ...انخاف ومانعرف اش نحجي ...الله لا يوفقك ..
خربان: شمدريني ...هي قشمرتني

(يتحرك كادر العمل كلهم ويتقدمون نحوها بهدوء فتهرب راكضة)
اظلام




المشهد السادس
نفس المنظر السابق....(الجميع حضور.....يضحكون)
المخرج: تصوروا ..اني خفت منها ...
مدير المسرح: والله استاذ لوما حكمتك ورجاحة عقكلك ..كان رحنا ابداهية
ابو عائشه : لك كافي لواكة ..بطلو هذا النفاق ....(يضحكون)
المخرج:كلام ابو عائشه صحيح ...علينا ان نفكر من جديد بأن البطل ..المثال ..هو في داخل كل واحد بينا قبل ما نرسمه صورة نحن راح انكون المسؤولين في ألأول وآلآخر عن قوته وضعفه ...
الراوي: ألأنسان يكمل اخوه في كل شيء..وما كو افضلية لواحد على ألأخر الا بمقدار الشرف الشخصي اللي يملكه ..
المخرج: احنا علينا ان انراجع انفسنا ...حتى نبدأ بداية صحيحة.
مدير المسرح: على كل واحد منا ان يمتلك الشجاعة الكافية لأن يواجه اخطاؤه بنفسه
المخرج :شوفو احنا صارلنا مدة طويلة مع هاي المسرحية وما قدرنا ان انطلعها للناس وماراح نقدر .....تدرون ليش....(يهزون رؤوسهم علامة النفي)....لأن ارادة التغيير منتهية الصلاحية ..من زمان
مديرالمسرح : نشحنها او نشتري ارادة جديدة ..
المخرج: مايصير ابدا ...
الجميع:لويش استاذ ؟؟؟؟
المخرج: تدرون ليش ...؟؟
الجميع: ربنا لاعلم لنا ...الا ما علمتنا ...
المخرج: لأن ألأرادة ...قناعة ...والقناعة هي الرضا ...والرضا ...ايمان ....وألأيمان
الجميع: ارادة ..استاذ
عائشه: اني مؤمنة ..بشي
المخرج: شنو هو؟؟
عائشه: الحب ...(موسيقى )
المخرج: ياسلام ..الحب اقوى شيء بالوجود ....
ممثل1 : ياجماعة اسمحولي عندي خبر ...اني قررت ان اخطب عائشه (يصمت الجميع ثم دفعة واحدة يصيحون ويهللون من الفرح ويرقصون)
المخرج: صح ...انتو الصح ...واحنا الغلط ...كان لازم اعرف من ألأول ...نعم...ياجماعة انتبهوا ...راح نبدأ  أنقدم المسرحية من جديد ....وكل واحد بينا لازم يكون هو المسرحية
لأن الكل في الواحد والواحد في الكل ... ...نعم ..الحب والموسيقى ...نستطيع ان نتغلب على العطب اللي يجتاحنا
ممثل : يجب ان نعرف من نحن
ممثلة: يجب النظر الى الماضي ...كنظرتنا الى الحاضر
الراوي: ما فائدة ان يكون جدك عظيما وانت نكرة
مدير المسرح :شيئان يدمران الأنسان ..ألأنشغال بالماضي ..وألأنشغال بألأخرين
ابو عائشه:عش لدنياك كأنك تعيش ابدا ..وعش لأخرتك كأنك تموت غدا
عائشه: الوقوع في الحب كالقفز من مكان عالي ...فعقلك يقول لا تفعل ستموت بينما يقول قلبك ...لا تقلق يمكن تطير
مدبر المسرح: الصبر ...يعني ان تهمس في اذن الحياة لن انحني مادام الله معي ...راح نكتب المسرحية من جديد ونخرجها من جديد ... (يكرر بقية الممثلين مايقوله)
(يدخل الراقص ويؤدي حركات جسد)
ستار

إرسال تعليق

0 تعليقات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الأضواء المسرحية 2016

موقع الفنان والكاتب المسرحي محسن النصار

الاتصال بهيئة التحرير

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأخبار المسرحية

الترجمة Translate

المشاركة في المواقع الأجتماعية

من مواضيعنا المتميزة