مجلة الفنون المسرحية
الفنان المصري محمد صبحي |
الفنان محمد صبحي وتقنيات الأبتكار في الأداء التمثيلي لعروضه المسرحية
محسن النصار - مسرحي من العراق
الفنان محمد صبحي في ابداعه المسرحي وخاصة في الكوميديا نجده فنان ملتزم في اعماله المسرحية ونجد وجهات نظر ثقافية و سياسية وأجتماعية في أغلب الشخصيات التي قام بتجسيدها على خشبة المسرح ويعتمد في أداء التمثيلي في أغلب مسرحياته على أساليب وتقنيات الابتكار في الأداءالتمثيلي للعروض المسرحية وهي تلك الأساليب التي تشجع الممثل وتحفزّه على الإبداع،في المسرح من خلال أختيار الشخصية المناسبة للدور المسرحي الذي يؤديه في العرض كممثل تنوعت ثقافاته التي ينطلق منها لتجسيد الشخصية نحو تحقيق الهدف ونجده في اداءه لأداوره المسرحيه مقنعا متلائما متكيفا مع الشخصية التي يقوم بتجسيدها على خشبة المسرح فلدية القدرة في الأبتكار في دوره ويكون متميزا شكلا ومضمونا و بأسلوب يزرع الصدق والمقبولية لدى الجمهور المسرحي ، من خلال الأداء التمثيلي الذي يعيش فيه الواقع على المسرح لا أن يمثله ، هذه الميزة جعلته سريع البديهية في الأداء وحيويا ، يضفي على الشخصية الصدق على الخشبة بحضوره الحي , وبعتماده على الألقاء التلقائي على إيصال المشاعر أكثر من اعتماده على نقل الكلمات , الأمر الذي يؤدي الى تحريك نفوس الجمهور والتحكم بمشاعره وأحاسيه بأتجاه متابعة العرض المسرحي , وكلما كان شعور الجمهور موحداً, سيطرت عليه روح الجماعة التي يقوم بخلقها من خلال التكنيك العالي للأداء ، وبدون تكليف لأمتلاكه التلقائية المطلوبة على المسرح بشروطها ، كالمزاج ، والضبط ، والمرونة ، والابتعاد عن الميكانيكية . وهنا يكمن أبداعه في التمثيل في تجسيد ادواره بأنماط عدة من الكوميديا كالهجاء والهزل والسخرية والتهكم التي تتناول القضايا السياسية والأجتماعية كالعادات والتقاليد والأخلاقيات , ونجده يقوم بأداءها بشكل يتسم بخفة الأداء والتلقائية فيخلق الكوميديا ذات الموقف المؤثر التي يجد الجمهور فيها الرغبة بالضحك و هذه الطريقة يقوم بصياغتها بحرفية وتلقائية تحسب له من خلال اعتماده على عنصر المفاجئة في الوقت المناسب ، لخلق الموقف الكوميدي المؤثر في أثارة الضحك وجعل الجمهور (المتلقي ) في حالة ترقب .
وهذا مانجده بأغلب المسرحيات التي قام بتمثيلها وتجسيد ودور فيها , كمسرحية الجوكر ,ومسرحية طبيب رغم انفة ,ومسرحيةإنت حر فرقة استديو 80 ,ومسرحية موزة و3 سكاكين ,ومسرحية الهمجي ,ومسرحية البغبغان ,ومسرحية وجهة نظر ,ومسرحية بالعربي الفصيح , ومسرحية تخاريف ,ومسرحية ماما أمريكا ,ومسرحية عائلة ونيس , ومسرحية كارمن , ومسرحية سكة السلامة 2000 , ومسرحية لعبة الست ,ومسرحية زيارة السيدة العجوز, ومسرحية هاملت ,ومسرحية روميو وجوليت ,ومسرحية أوديب ملكا , ومسرحية المهزوز , ومسرحية الثعلب .
والفنان محمد صبحي أثبت جدارته في خلق تقنيات الأبتكار و الأبداع في التمثيل لأدواره المسرحية لم تأتي عن فراغ وانما جاءت من خلال دراسته الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية , لذا نجده في ادواره يميل الى التقمص الحقيقي في تجسيد الشخصية داخل فضاء العرض المسرحي وتعزيز الحالة النفسية السايكلوجية الواقعية بخلق جديد بعد ان يعتمد على الأداء االتقني والحرفي في ابتكاره لتجسيد الشخصية بواقعيتها في الحياة وبأحساس الممثل الباحث عن تقنيات جديدة لخلق دور متميز يوصله نحو الهدف الأسمى من الناحية الشعورية و صياغة هذا الشعور داخل فضاء العرض المسرحي عن طريق الأبتكار في بناء الشخصية بشكل فني مدروس بالاعتماد على تجربته في الأداء التي تظهر لنا وكأنه قد قام بتحليل دوافعها وأفكارها وموضوعاتها بكل عناية ودقة للوصول بالشخصية المجسدة نحو السمو الروحي .
محسن النصار
6/2/2018
محسن النصار
6/2/2018
0 تعليقات