مسرحية "رسم حديث" تأليف محسن النصار


مسرحية "رسم حديث" تأليف محسن النصار
مسرحية "رسم حديث "(بفصل واحد) تأليف محسن النصار 
شخصيات المسرحية 
1-رسام1 2-رسام2 
(يفتح الستار يظهر على المسرح , مرسم تتوزع فيه لوحات بمواضيع مختلفة
,لوحات مرسومة بأسلوب حديث مع وجود ادوات رسم مختلفة ومتنوعة , مع عدد من الشموع تتوزع في المكان ,نرى رسمان في المكان , يمارسان الرسم) 
رسام 1 : اللعنة , كان يمكنني ان أضيف الى هذه
اللوحة ... أسلوبي
الخاص 
رسام 2 :(يقهقه ) أعتقد انك وصلت الى الموضوع. 
رسام 1 :ماذا؟ وصلت الى حيث
بدأت... 
رسام 2 :لاتبتأس ,لديك أفكار جميلة,واصل ,ستصل... 
رسام 1 :(يتأمل ومن ثم بفرح )وجدت الفكرة...(يؤشر
على اللوحة التي امامه)هناك يجب ان أدخل الأسلوبالتكعيبي... 
رسام 2 :لايبدو ماتقول مناسبا انظر للوحة امامك .. 
رسام 1 :اعترف لك بشئ أنني خائف . 
رسام 2 :لماذا انت خائف ؟ماذا جرى ,ابعد شبح الخوف عنك ..
رسام 1 :تلك اللوحة ,أنها مخيفة (ينظر الى لوحة عبارة
عن هياكل عظمية ) 
رسام2 :المكان هادئ واللوحات الرائعة تملئ المكان.. 
رسام1 :بين حين وآخر أحس بالخوف . 
رسام2 :تأمل وفكر قليلا..لوحات جميلة ومؤثرة ,ومن يدري
قد تصبح لوحات مشهورة في العالم . 
رسام1 :واصل حديثك ,فأنت تدخل السرور والراحة في نفسي .
رسام2 :يجب ان نحتفل ونحن نرسم ,في هذا المرسم الجميل .
رسام1 :كلامك رائع ,بدأت أحس بالطمأنينة(بفرح)مكان جميل..
رسام2 :مكان آمن ,لايحسدنا عليه أحد. 
رسام1 :ومن يآبه بالحسد. 
رسام2 :لنواصل الرسم ,فهذا المكان الوحيد الذي ينسينا همومنا ياصديق العمر.. 
رسام 1:الظلام بدأ يسود المكان ,علينا مواصلة الرسم على
ضوء الشموع ,انها تدخل البهجة في القلب ,
فالكهرباء اتعبتنا كثيرا ,بأنقطاعاتها المستمرة .. !!! 
رسام2 :سأشعل الشموع ,ضوءها جميل يبعد الظلمة القاسية 
(يقوم بأشعال الشموع) 
رسام1 :بدأت احس بالخوف مع وجود الظلام ,اعصابي تتوتر..!!!
رسام2 :الأرادة القوية ,تبعد الخوف ,فنحن بين اللوحات
المرسومة , فهذا أبداعنا ,هذا شئ يفرح القلب
رسام 1: انا بصراحة ينتابني الأرتياح عندما امارس الرسم ... 
رسام 2: ان ماتقول يفرح القلب ,فلنبدأ طقوس الرسم ,حتى
ننسى كل همومنا (يواصلون الرسم )
رسام 1: ( فترة صمت ) فكرة مؤثرة ,الهام جديد ,بدا ينتابني
الأفكار بدأت تهز وتلعب بعقلي...
رسام 2 : (يحاول تهدئته وأرشاده)أدخل في صلب الفكرة
والموضوع
( يقوم باستطلاع جميع اللوحات المرسومة في المكان)
شئ جميل , رسم تحت ضوء الشموع , ( تلفت نظره
احدىاللوحات ) ماذا ؟,
ماذا؟ ...
تقصد ... في هذه اللوحات المرعبة ؟
رسام 1 : انني غير محظوظ تماما , عندما ادخل هذا المكان
تنتابني هموما ومواقفا
وأفكارا مرعبة ...!!!
رسام 2 : أراك مازلت خائفا اراك كثيرالقلق, هل انت تحس
بالخوف حقيقة ؟
رسام 1 : ينتابني احساس بالخوف عندما تقع قدماي هذا
المكان...
رسام 2 : ولكن بالنسبة لي الفت هذا المكان...تنتابني السعادة
فية...
رسام 1: انني خائف حتى من اللوحات التي اقوم برسمها
فمواضيها وافكارها احس
بأنها تلاحقني !
رسام 2 : الفن تطهير للنفس... لايحق لك فعل ذلك عليك ان
تحتفل وتفرح فمثلك
يحق له ان يسعد ويفرح بأثاره الفنية...
رسام 1 :حاولت انسى وأترك حزني ...لكنني لم استطيع...
هيا ...
لنستمر بالرسم ...
رسام 2 :مارسنا مايكفي من الرسم, لاتكن عبثيا عديم الجدوى
انظر الى الحياة ببهجة وامل
رسام 1 : لواحاتي اتمتع في رسمها ,كالنور يدخل الى قلبي ,ثم
تصبح كابوس ...
يلاحقني ويرعبني...
رسام 2 :(ينظر الى الشموع) انت كالشموع التي امامي تبعد
الظلام وتزرع الأمل!
رسام 1 : انني احترق كالشموع التي اشعلتها ! اي امل واي
بهجة في هذا...
رسام 2 :ماهي الفكرة التي تبغي اظاهرها ... انتز عتني من
علي سريري في
البيت وسلبت راحتي ...
هذا هو الجنون ارجوك لنبحث....
ولنتأمل الحقيقة!!!
رسام1 : الأمل والحقيقة تجدها بين هذه اللوحات المرسومة
رسام 2 : اللوحات المرسونة عالم وكيان جميل قائم بذاته كل
لوحة مرسومة لها
فكرها وفلسفتها التي رسمت من اجلها لتعبر وتؤثر
بالمتلقي...
هذا مااريد ان تكشف لي عنة ( بتردد ) فانت مشهور
بالرسم الحديث.. الفكر
والفلسفة والجمال فيجب ان تكشف لي عن التأمل
والحقيقة والحداثة في
رسمك...
رسام 1 : ( يدور حول الشموع الموجودة في المكان )
سأكشف لك عن لوحاتي
المرسومة , فكل لوحة...
مرسومة من لوحاتي تمثل وتعبر عن العدم
واللاجدوى التي تحرك
وتزرع الخوف في نفسي ...من المستقبل!!
رسام 2: ليس العبث واللامعقول والعدم واللاجدوى تحيرني ,
احس بالخوف عليك
رسام 1 : استلهمت لوحاتي من محيطنا المرعب فعندما ارى
الاطفال والشباب
والشيوخ والنساء تقتل بالسيارات المفخخة
والعبوات الناسفة...
فلوحاتي ترمز الى هذا الجانت في حياتنا...
رسام2 : الايهمك ان تتعرف الى حقيقة جديدة , وتزرع البسمة
في النفوس..
رسام 1 : كيف ابتسم والخوف والرعب يلاحقني في كل مكان في
المرسم هنا ...وفي
الشارع ...وفي البيت...
فعندما اعود الى البيت واتمدد على السرير وانام تنتابني
الاحلام ...
والكوابيس ... المرعبة
رسام 2 عندما تستسلم للياس تنقض عليك الاحلام الرخيصة
والتافهة...
رسام 1 : أحلامي وكوابيسي المزعجة ,لها تاثير كبير في حياتي
في بعض الأحيان اتمنى الموت ...
رسام 2 : ( بقوة وعصبية ) عليك ان لاتحلم بل فكر بزرع
الفرحة والامل في نفسك من
جديد!!
رسام1 : ( بعصبية ) آه... انقذني انتشلني ( يبكي بصراخ )
الضعف والجنون
بدأ يتسرب الى داخلي...
ماذا افعل ياألهي (يبكي بقوة ) انني مجنون لانني
تجاهلت..
كل افكارك ..
ونصائجك انني مجنون...
لم اعرف مااريد ولم استطيع ان افعل شيئا لأنقاذ
نفسي!!
رسام 2 :يبدو ان الظلام بدا ينجلي ,
وضوء الشموع يمدنا بالامل ثم نولد من جديد
رسام 1: حلمت كثيرا وعشت احلامي ففشلت وفشلت احلامي انني اشعربانني اريد ان
اموت!!
رسام 2: معرفتك للحقيقة سيفتتح الامل لك ولاسرتك....
رسام 1: اسرتي انا كم اتمنى ان اعود اليها بافكار جديدة فزوجتي
بدات تتهمني بالجنون-
قالت لي بعصبية....
انك تتصرف كالمجنون فلت لها انك تظلمينني فانا
احب افكاري وفلسقتي
في الرسم ...
رسام 2 : وبماذا ردت عليك زوجتك؟
رسام 1 : قالت لي هذا الجنون بعينة هذا ماحصل
رسام 2 : ان حياتك قد وصلت الى طريق مسدود فعليك ان تنتهج
اسلوبا جديدا في حياتك
الخاصة والعامة
رسام 1 : ( بعصبية زائدة عن الحد ) انا اعيش في دوامة
رسام 2 : ( بقوة ) عليك ان تساهم في بناء النظم الفكرية
والفلسفية في داخلك
بصورة جديدة وحديثة...
رسام1: ساعدني اتوسل اليك
رسام 2 : سيتغير كل شي عندما تخرج من الدوامة
رسام 1 : ( تبدو علية حالات من التغير) كيف لااستطيع
رسام 2 : ( يبتسم ) انظر الى الشموع كيف تبعد الظلام ( يدور
حول الشموع )
رسام 1 : ( ينظر حولة ثم يجلس ويضع رأسة بين ركبتيه ثم
يرفع رأسه وينظر الى
الشموع )
ساوقد الامل , وابعد الظلام...

ستار

محسن النصار

إرسال تعليق

0 تعليقات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الأضواء المسرحية 2016

موقع الفنان والكاتب المسرحي محسن النصار

الاتصال بهيئة التحرير

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأخبار المسرحية

الترجمة Translate

المشاركة في المواقع الأجتماعية

من مواضيعنا المتميزة