مذكرات الرجل الذى غيّر تاريخ المسرح المصرى

مجلة الفنون المسرحية

مذكرات الرجل الذى غيّر تاريخ المسرح المصرى (1-2-3 )

صلاح منتصر

من ينسى مسرحية «أنا وهو وهى» (فؤاد المهندس وشويكار عام 1964)، وهالو شلبى (سعيد صالح عام 69)، ومطرب العواطف (محمد عوض عام 70)، ومدرسة المشاغبين (عادل إمام عام 73)، وريا وسكينة (شادية وسهير البابلى عام 83)، وشارع محمد على (شريهان وفريد شوقى وهشام صالح سليم عام 1991)، وغيرها عشرات المسرحيات والأعمال الفنية التى أصبحت من كلاسيكيات المسرح والفن، بحيث لا يأتى يوم جمعة إلا وتكون السهرة مع واحدة من هذه المسرحيات التى تقدمها أكثر من قناة تليفزيونية، ولا يمل منها المشاهد.
وللأسف، فإن صاحب هذه الإبداعات «سمير خفاجى» الذى حضرت فى منزله قبل أيام حفل توقيع كتابه «أوراق من عمرى»، ويحكى فيه مسرحيته الشخصية أو مذكراته باللغة الدارجة، إلا أن خفاجى تعامل مع هذه المذكرات كمسرحية من عدة فصول، وقد أنهى الفصل الأول الذى ظهر مطبوعا قبل أن ينتقل إلى مغامرته الكبرى التى قدمت نجوما وإبداعات من خلال فرقة الفنانين المتحدين، والذى قال سمير إنه اسم سيبقى صاحبه إلى أن يموت.

يمكن وصف «خفاجى» بأنه أحد المبدعين الذى أدخل السعادة على ملايين المصريين من خلال المسرحيات التى اقتبسها وكتبها بنفسه أو كتبها غيره وأنتجها ببذخ ورفع قدر ممثليها وجعلهم يشعرون بأنهم يعيشون خلف الكواليس كأسرة متحابة، مما جعل الفنانة العظيمة شادية التى ظهرت لأول مرة على المسرح فى مسرحية «ريا وسكينة» عام 1983 وهى تتصور أن العمل لن يدوم عرضه أكثر من ثلاثة شهور، يمتد عرضه ليصل أكثر من ثلاث سنوات. وبعد «ريا وسكينة» مثلت شادية آخر أفلامها «لا تسألنى من أنا»، واعتزلت الفن تمثيلا وغناء، وظلت صورتها الجميلة المبهجة فى عيون الملايين تدعو لها بالرضا والسعادة.

يحكى سمير خفاجة أنه عشق المسرح من خلال مسرحيات الريحانى، بسبب عشق والده محمد محمد خفاجى لهذه المسرحيات التى كان والده يصحبه لرؤيتها مرة على الأقل كل شهر. ومع ذلك يعترف سمير بأن الريحانى لم يلفت نظره إلا بعد فترة «فلم أكن مبهورا بالريحانى شخصيا وإنما بشرفنطح (محمد كمال المصرى) وبشارة واكيم ومارى منيب، ومع تقدم سنى بدأت أشعر بالقيمة الحقيقية لنجيب الريحانى».

ورغم أن معظم الذين قادوا المسرح عملوا بالتمثيل مثل يوسف وهبى وسليمان نجيب وزكى طليمات، وفيما بعد سيد بدير وجلال الشرقاوى، إلا أن سمير خفاجى استولى عليه حب المسرح دون أن يفكر فى التمثيل، وطوال عمره لم يمثل دورا على المسرح أو السينما أو حتى الإذاعة التى قدم الإذاعى الكبير فهمى عمر من خلالها أشهر برنامج كوميدى وهو برنامج «ساعة لقلبك» الذى مازالت الإذاعة تذيع حتى اليوم فقراته بسبب النجاح الكبير الذى حققه.

يحكى سمير خفاجى أن برنامج «ساعة لقلبك» الذى ضم مجموعة من المواهب الشابة لم يسبق لأغلبهم العمل فى الإذاعة، كان الباب الأول لدخوله عالم الفن، رغم أنه لم يكن يعرف أى فرد من الذين يشاركون فيه: محمد أحمد المصرى (أبولمعة) وفؤاد راتب (الخواجة بيجو) ومحمد يوسف (الفتوة) وممدوح فتح الله (الفصيح) وأمين هنيدى (الفلاح) وأحمد الحداد (الرغاية) وعبدالمنعم مدبولى (وكان يقدم شخصيات مختلفة) والفار وسلطان (نجوم النكتة والقافية) وفرحات عمر (الدكتور شديد)، وبعد ذلك انضم لهم فؤاد المهندس الذى كتب له عبدالمنعم مدبولى مع الفنانة خيرية أحمد شخصية (محمود). وغير هؤلاء كان عمود الفرقة الفقرى يوسف عوف، خريج كلية الزراعة، ويتميز بالكتابة الساخرة الضاحكة، وهو مؤلف مسرحية «هالو شلبى» و«راقصة قطاع عام»، وخلال رئاستى مجلة «أكتوبر» فى الثمانينيات أقنعته بكتابة مقال أسبوعى اختار له عنوان «مش معقول»، دخلت بسببه المحكمة، ولكن رئيس المحكمة المستشار عدلى حسين، الذى ترافعت أمامه فى قضية اتهمنا فيها بالقذف ضد إحدى الشخصيات التى ابتكرها يوسف عوف، حكم ببراءتنا- عوف وأنا.

ويحكى سمير خفاجى أنه التقى فى يوم بـ«لطفى عبدالحميد» وهو شخصية بدينة جدا، وكان يقوم بدور «فتلة» فى فرقة ساعة لقلبك، وكان سمير قد تعرف عليه فى كلية الزراعة وهو الذى قدمه إلى يوسف عوف، وبسرعة شديدة زادت علاقات سمير ويوسف (كان أمل سمير دخول كلية الآداب ولكن والده أرغمه على دخول الحقوق ليتخرج محاميا مشهورا أو دبلوماسيا أو وزيرا) وبعد فترة قصيرة من تعارف يوسف وسمير أصبح الأخير سكرتيرا لفرقة ساعة لقلبك، وكانت هذه هى الخطوة الأولى إلى إدارة المسارح، وإن كان قد لاقى الصعوبات الكبيرة من عمليات النصب التى مارسها المتعهدون وأيضا بعض الممثلين، جعلته يواجه مغامرات كان ضروريا أن ترغمه على ترك الساحة، ولكن النداهة كانت قد استدعته، ولم يعد يقدر على الإفلات، فقد كان قدره أن يصبح صانع أكبر النجوم.. وإلى الأسبوع القادم.


بليغ حمدى بدأ مغنياً فى فرقة «ساعة لقلبك»، ولحن «حب إيه» لمغنية مغمورة بالفرقة!، ووصلوا إلى عالم الشهرة التى وصلوا إليها
أهمية كتاب سمير خفاجى الذى غيّر تاريخ المسرح فى مصر أنه عاصر معظم الذين وصلوا لقمم المجد، وزحف معهم على بطنه قبل أن يضعوا أقدامهم على سلالم المجد. وهذه فى رأيى قيمة المذكرات لكل الأجيال الصاعدة. صحيح أن قيمة الفلوس اختلفت حسب العصر، وأن الخمسة قروش التى كان يأخذها الفنان فى وقت سمير تساوى اليوم أكثر من خمسين جنيها، ولكن يبقى المعنى لا يختلف، مؤكدا أن لكل زمان درجةَ بداية تتساوى مع سطح الأرض وربما أقل من هذا السطح.. من البدروم.
يفاجئنا سمير خفاجى بأن بليغ حمدى كانت بدايته فى فرقة «ساعة لقلبك» التى كونها يوسف عوف وسمير، وكانت إلى جانب الحفلات التى تقيمها على المسرح تحضر حفلات خاصة عديدة فى المنازل، سعيا لكسب جنيه أو أكثر. وكان بليغ يغنى فى بداية عرض الفرقة، فى الوقت الذى كانت فيه «فايدة كامل» مطربة الفرقة. ورغم أن بليغ لم يكمل دراسته فى كلية الحقوق ولم يدرس الموسيقى، إلا أن حسه المرهف للموسيقى كان مبكرا، وقد بدأ فى تلحين عدد من الأغانى للسيدة فايدة كامل، استمع الموسيقار محمد عبدالوهاب إلى بعضها وأعجب بها، ولكن دون أن يخطو خطوة واحدة بعد الإعجاب، على أساس أنه يستمع فى حياته إلى كثيرين لا يعرف من سيواصل منهم ومن سيتوقف.

يقول سمير فى كتابه «أوراق من عمرى»: «كان بليغ نشيطا فى التلحين، ولهذا لم يكتف بالسيدة فايدة كامل، بل كانت فى الفرقة مغنية فى بداية طريقها اسمها (سونيا عبدالوهاب)، كانت تقوم ببعض الأدوار المساعدة. وقد قدم لها بليغ لحنا لم يكن يدرى أنه سيفتح له باب الشهرة والمجد وهو لحن (حب إيه اللى إنت جاى تقول عليه)، وقد كتب كلمات الأغنية شاب ناشئ اسمه عبدالوهاب محمد، الذى أصبح بعد ذلك من أرق كتاب الأغنية.

وبعد سنوات قليلة فوجئت - والكلام لسمير خفاجى - بالصحف تعلن أن سيدة الغناء العربى أم كلثوم ستقدم لحنا لأول مرة لأغنية مطلعها «حب إيه» قام بتلحينها شاب جديد اسمه بليغ حمدى». يكمل خفاجى القصة فيقول: كان بليغ صديقا للموسيقار الذى سبق عصره وزمانه محمد فوزى. وكان فوزى مؤمنا ببليغ لأقصى حد، حتى إنه طلب من السيدة أم كلثوم أن تستمع لألحان بليغ رغم أن إحدى أمنيات فوزى كانت أن يلحن لأم كلثوم، ولكن لم يتم هذا اللقاء.

والذى حدث أن فوزى دعا أم كلثوم إلى سهرة فى منزله كى تستمع إلى ملحن يراه موعودا ولن تخسر، فالعلم بناشئ فيه لمحة أمل أفضل من الجهل به. وذهبت أم كلثوم فوجدت شابا صغيرا متربعا على الأرض ويضع فى رقبته عدة سلاسل وهو محتضن عوده. ومن أول لحظة بدا على أم كلثوم الامتعاض، فهى تعودت على الاحترام من الجميع فى الجلسة التى تحضرها، والتمسك بقواعد البروتوكول. ولهذا كانت أولى أفكارها أن تغادر المكان وتنصرف، ولكنها مراعاة لفوزى الذى كانت تقدره جلست على مضض.

واحتضن بليغ عوده وراح بصوته الهادئ يردد: «حب إيه اللى إنت جاى تقول عليه». وقرب نهاية السهرة كانت أم كلثوم قد نزلت من فوق مقعدها وتربعت على الأرض أمام بليغ وهى تردد معه الأغنية.. ولم تنته السهرة إلا وكانت حفظتها. وكانت هذه بداية اللحن الذى فرقع بعد ذلك ودخل منه بليغ باب المجد.

وقد قيل إن فوزى كان يلحن لأم كلثوم فى ذلك الوقت أغنية «أنساك يا سلام»، وأنه بعد أن لحن الكوبليه الأول لاحظ حماس أم كلثوم لبليغ، فدفع إليه الأغنية ليلحنها وظهرت باسم بليغ.

وكانت عظمة بليغ أنه أدرك أنه دخل مجالا للمحترفين والمتعلمين وليس فقط للموهوبين والهواة، وأن أم كلثوم جامعة، لا يعيش إلى جانبها إلا علماء اللحن، فقرر أن يحقق حلمه الكبير فى المسرح الغنائى، وراح يدرس الموسيقى دراسة جادة ويكتب «نوت» ألحانه بعد أن كان يعطيها لموزع يقوم بتوزيعها وكتابة نوتتها. ومن فرقة «ساعة لقلبك» والخمسين قرشا وطلوع السلالم أصبح بليغ حمدى علامة من علامات التلحين فى مصر وكل الشرق العربى!.

قد لا يعرف كثيرون أن معظم الكتاب المبدعين لم تكن لهم قديما مكاتب يحبسون أنفسهم داخلها ويفرزون الإبداع الذى تصفق له الجماهير، وإنما كانت المقاهى هى المقار الرئيسية لكتاب زمان، وإن كان بعضهم مثل الكاتب المبدع العظيم وحيد حامد حتى اليوم لا يستشعر حالة الإلهام والإبداع إلا إذا جلس فى المكان الذى اعتاده على النيل وطار بخياله فى فضاء الإبداع الذى يظل يحلق فيه، إلى أن يعود إلينا بحصاد الروائع التى يجمعها.

بديع خيرى ونجيب الريحانى كانا يكتبان مسرحياتهما على المقهى، وسمير خفاجى كتب واحدة من أروع مسرحياته التى أطلق عليها اسما مؤقتا «أنا وهو وهى»، ثم أصبح هذا الاسم المؤقت من أشهر درجات صعوده، على مقهى اسمه بديع. «أكتب المسرحية فى الصباح، وفى المساء أجلس فى البار مع صلاح منصور الذى كان فى بداية حياته وحامد مرسى (زوج السيدة عقيلة راتب، وكان من مُغنّى الفترة الذين لهم معجبات كثيرات).

وذات صباح- يقول سمير خفاجى- وكنت قد انتهيت لتوى من تكملة المسرحية ولم يبق إلا أن أراجعها، فوجئت بالأستاذ عبدالمنعم مدبولى يقتحم المقهى ويطلب منى المسرحية لتقديمها على المسرح وهى مكتوبة بالقلم الرصاص، ليقدمها للأستاذ سيد بدير الذى قال إن المسرحية سيقوم ببطولتها فؤاد المهندس وشويكار».

وأفتح قوسا لأقفز سريعا حول قصة مسرح التليفزيون الذى أنشأه أعظم من تولى وزارة الإعلام والسياحة الدكتور عبدالقادر حاتم، وهى قصة تحتاج مساحة أكبر كثيرا، كما أؤجل قصة لقاء شويكار وفؤاد المهندس، وأيضا قصة رجل ربما لولا وجوده فى ذلك الوقت لما حقق المسرح المصرى النجاح الكبير الذى حققه، وهو الفنان «سيد بدير»، الذى بلغ امتنان سمير خفاجى له إلى درجة أنه اختصه بإهدائه مذكراته، قائلا: «إلى من يستحق الإهداء.. إلى روح الفنان سيد بدير.. الذى كان يعتبر المسرح سلعة ثقافية يجب أن توفرها الدولة للمواطن العادى».

حاول سمير خفاجى أن يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة خلال إعداد مسرحية «أنا وهو وهى»، فرشح عددا من الممثلين، منهم محمد رضا ومحمود المليجى، ولكنه اكتشف عملهما فى فرقتين أخريين، وكان من مبدأ سيد بدير ألا يعتدى على الفرق الأخرى. وهكذا استقر الأمر على سلامة إلياس ليقوم بدور «النمساوى»، أما شخصية دسوقى فكان الإجماع على أن يقوم بها محمد عوض، إلا أن عوض كان قد عرف طريقه إلى المجد من خلال بطولة مسرحية «جلفدان هانم» التى اشتهر فيها بشخصية «عاطف الأشمونى» مؤلف «الجنة البائسة»، ووصل أجره لـ400 جنيه مرة واحدة.

ويعترف خفاجى بأن شخصية «دسوقى» كانت الوحيدة التى تنقص طقم ممثلى المسرحية، فرشح لها قاسم وجدى، ريجيسير الممثلين المشهور فى ذلك الوقت، شابا صغيرا فى العشرين اسمه «عادل إمام»، جرت المقارنة بينه وبين شاب آخر جديد فى ذلك الوقت اسمه سعيد صالح، ولكن قاسم وجدى، وكان أحد الذين ينتجون المسرحية، انحاز لعادل إمام بعد أن شاهده فى مسرحية اسمها «ثورة قرية»، قصة الأستاذ محمد التابعى وإعداد الأستاذ عزت العلايلى ومن إخراج حسين كمال، وكان يمثل فيها عبدالبديع العربى وزوزو نبيل ووداد حمدى وفاطمة عمارة وصلاح قابيل ورشوان توفيق، وعُرضت على مدار 15 حفلة كان عادل إمام يظهر فيها ليقول جملة واحدة: «العسلية بمليم الوقية»!.

وكان من حظ مسرحية «أنا وهو وهى» أن ظهرت لأول مرة على مسرح الأوبرا قمة المسارح المصرية، وقد عُرضت لمدة ثلاثة أيام انتقلت بعدها إلى مسرح الهوسابير ونالت نجاحا غير مسبوق، ولمع فى دور «دسوقى» عادل إمام بصورة بدا أنه ودسوقى شخصية واحدة لا ينفصلان. ومن المسرح تحولت المسرحية إلى فيلم سينمائى أخرجه ملك الإخراج الكوميدى فطين عبدالوهاب. وقام عادل إمام بدور دسوقى، وكان هذا أول عمل سينمائى يقوم به، كما كان الفيلم أول ظهور «للضيف أحمد» وقد تقاضى كل منهما 50 جنيها.

ويكمل سمير خفاجى: صارت بين عادل إمام والأستاذ فطين علاقة قوية، فقد كان الأستاذ فطين مؤمنا بموهبة عادل إمام إلى أقصى حدود. ولم يكد الفيلم يظهر حتى انهالت العروض على عادل إمام من مكاتب الإنتاج تطلب منه أن يحضر ومعه بدلة وطربوش الأستاذ دسوقى لتصوير فيلم جديد. ولكن عادل لم يفرحه هذا الإقبال، بالعكس رفض كل هذه العروض لأن ذكاءه قاده إلى عدم حصر نفسه فى قفص الدور الواحد. ولم يتعجل النجاح ولا الشهرة، بل فضّل التمهل والقيام بأدوار منوعة حتى يثبّت أقدامه فى هذا الفن الذى عشقه واحترمه فاحترمه الفن وأغدق عليه بعد ذلك، وصار بالفعل ولفترة زعيمه!.

إرسال تعليق

0 تعليقات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الأضواء المسرحية 2016

موقع الفنان والكاتب المسرحي محسن النصار

الاتصال بهيئة التحرير

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأخبار المسرحية

الترجمة Translate

المشاركة في المواقع الأجتماعية

من مواضيعنا المتميزة